جدّدت الحكومة السورية رفضها القاطع لأي مشروع يهدف إلى تقسيم البلاد أو فرض نظام فدرالي، مؤكدة في بيان رسمي اليوم أن وحدة سوريا أرضًا وشعبًا وجيشًا هي “ثوابت لا تقبل المساومة”. في الوقت ذاته، أبدت الحكومة انفتاحها على أي مسار حواري مع قوات سوريا الديمقراطية “قسد” يساهم في تعزيز وحدة البلاد وعودة مؤسسات الدولة.
وجاء في البيان الحكومي:“تجدد الدولة السورية تمسكها الثابت بمبدأ سوريا واحدة، بجيش واحد وحكومة واحدة، وترفض رفضاً قاطعاً أيّ شكل من أشكال التقسيم أو الفدرلة التي تتعارض مع سيادة الجمهورية العربية السورية ووحدة ترابها”.
وأضافت الحكومة:”الجيش السوري هو المؤسسة الوطنية الجامعة لكل أبناء الوطن، ونرحب بانضمام المقاتلين السوريين من قسد إلى صفوفه، ضمن الأطر الدستورية والقانونية المعتمدة”.
وحذّرت الحكومة من أي تباطؤ في تنفيذ الاتفاقات الموقعة مع “قسد”، معتبرة أن التأخير لا يخدم المصلحة الوطنية، بل يعقّد المشهد ويعيق جهود استعادة الأمن والاستقرار.
وأكد البيان ضرورة عودة مؤسسات الدولة إلى شمال شرق سوريا، لضمان تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، وإنهاء حالة الفراغ الإداري، وتعزيز الاستقرار المجتمعي، مشددًا على أن “الرهان على المشاريع الانفصالية أو الأجندات الخارجية هو رهان خاسر”، داعيًا إلى الانخراط في “مشروع الدولة الوطنيّة السوريّة الجامعة”.
يأتي هذا البيان في أعقاب الاخبار تعثّر جلسة التفاوض التي جرت صباح اليوم في دمشق بين وفد “قسد” والحكومة السورية، والتي لم تُفضِ إلى نتائج ملموسة.
وفي تعليق على مسار المفاوضات، قال المبعوث الأميركي إلى سوريا، توم باراك، إن لا طريق أمام قوات سوريا الديمقراطية سوى التوجه إلى دمشق، مشيرًا إلى أن الحكومة السورية أبدت حماسًا كبيرًا لضم “قسد” ضمن مؤسسات الدولة. واعتبر باراك أن “قسد” تتباطأ في التفاوض وتنفيذ الاتفاقات، رغم أن مشروع الفدرالية لم يعد مطروحًا في الواقع السوري، بحسب تعبيره. وختم بالقول إن الأكراد شعب رائع في دولهم، ويجب أن يكونوا جزءًا من الحل الوطني الشامل في سوريا.