أهالي حمص وحماة يستذكرون جرائم مجرمي الحرب والشبيحة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

في ظل استمرار ملاحقة آثار النظام السابق ومجرمي الحرب من الشبيحة الذين ارتكبوا أبشع الجرائم بحق الشعب السوري، يعود أهالي مدينتي حمص ومحافظة حماة لاستذكار بعض أبرز الأسماء التي لا تزال عالقة في ذاكرتهم، لما اقترفته من جرائم قتل وتعذيب واختطافات وتشريد خلال سنوات الحرب الماضية.

مجرم حرب ارتكب مجازر وخطف المدنيين

محمد الشيخ، أحد سكان مدينة حمص، استعاد ذكريات عن المجرم شجاع العلي، أحد أبرز الشخصيات المسلحة الموالية للنظام سابقاً، والذي كان يقود مجموعة مسلحة تمتهن الخطف والقتل في ريف حمص الشمالي، وارتبط اسمه بعدة مجازر بحق المدنيين العزل.

وقال الشيخ في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “شجاع العلي كان من أبناء إحدى القرى في شمال غرب حمص، وكان شخصًا مشهورًا بجرائم القتل والاختطاف والنهب، وقد اشتهر بشكل خاص بجريمة مجزرة الحولة، حيث قتل العشرات من المدنيين بطريقة وحشية.

كما نفذ مجزرة أخرى بالقرب من مصفاة حمص، حيث كان يوقف الباصات والسيارات على الطرق العامة، ويقوم بتصفية الركاب دون تمييز، ثم يلقي بجثثهم في نهر العاصي”.

وأضاف: “لم يكن يفرق بين النساء والأطفال والرجال، فقد كان يخطف الجميع، خاصةً على الطرق المؤدية إلى لبنان، ومن ثم يفاوض ذويهم مقابل دفع فدية مالية تتراوح بين عشرة آلاف دولار وأكثر لكل شخص مخطوف، وكان يزعم إن لديه أيتامًا يجب أن يعولهم، لكن في الحقيقة كانت جرائمه واضحة للجميع، ولا يمكن تبريرها بأي حال”.

وأشار إلى أن شجاع العلي قتل بعد تحرير المنطقة، وذلك خلال فترة لم تتجاوز الشهر من طرد ميليشيات النظام وميليشياته من المنطقة.

وأضاف: “بعد قتله، تم نقل جثته ووضعها عند الساعة في منطقة الحولة، كرسالة تحذيرية للمجرمين الآخرين، ولتأكيد أن العدالة قد تتأخر، لكنها لا تموت”.

شبيح قلعة المضيق الذي أسقطته يد العدالة

من جهة أخرى، استذكر علاء العبيسي ،أحد ضحايا التعذيب والاعتقال، قصة المجرم مصطفى رضوان السوسي ، أحد أبرز الشبيحة التابعين لنظام الرئيس السابق بشار الأسد، والذي كان يعمل ضمن فرقة الجيش الرابعة في منطقة قلعة المضيق بريف حماة الغربي.

وقال العبيسي في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “مصطفى رضوان السوسي كان (قائدًا) لعصابات الشبيحة الكبيرة في المنطقة، وكان مسؤولًا عن عمليات اعتقال وتعذيب وقتل وتدمير بحق أهالي المنطقة”.

وأضاف: “لقد اعتقل شقيقي وأصدقائه قبل تحرير سوريا بعدة أيام، وتم تعذيبهم بشكل مروع باستخدام الكهرباء والضرب المبرح والأشعار بالقتل”.

وتابع: “كانت جرائمه مرعبة، من قتل وتشويه وخطف ونهب وتشريد، وهو شخص غير قادر على التحكم في نفسه، ولا يعرف معنى الإنسانية، وكل ما فعله كان باسم النظام وباسم فرقة الجيش الرابعة، لكن في الحقيقة، كان مجرمًا محترفًا”.

وأكد العبيسي أن جهاز الأمن العام السوري الجديد تمكن مؤخرًا من اعتقال السوسي، مما أثار فرحًا عارمًا لدى الأهالي والمعتقلين السابقين وذويهم.

وقال: “فرح الناس فرحًا لا يوصف، لأن هذا الرجل كان أكبر شبيح في منطقة قلعة المضيق، وخلال جلسة التحقيق معه، استرجعنا أمام المحققين كل ما اقترفه بحقنا من تعذيب وقتل وتشريد، حيث سيتم التحقيق معه حول جرائم أكبر ارتكبها بحق الشعب السوري”.

العدالة تلاحق مجرمي الحرب

هذه القصص ليست سوى أمثلة صغيرة من بين آلاف الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات النظام والشبيحة بحق الشعب السوري، والتي بدأت اليوم بالكشف عنها ومحاسبة مرتكبيها، ولو بعد حين.

ومع تسليم المزيد من مجرمي الحرب والمجرمين من الشبيحة إلى العدالة، يأمل أهالي حمص وحماة بأن تُبنى دولة القانون والمؤسسات، وأن لا تتكرر مأساة الماضي مرة أخرى.

وعلى الرغم من الألم والحزن الذي لا يزال يسكن قلوب الضحايا، إلا أن هناك بصيص أمل يلوح في الأفق، مع بدء عودة الحقوق إلى أصحابها، وإعادة كتابة التاريخ من جديد، هذه المرة باسم العدالة والحقيقة.

مقالات ذات صلة