أصدر وزير الثقافة السوري، محمد ياسين صالح، القرار رقم /482/ بتاريخ 9 تموز 2025، القاضي بإنهاء تكليف عبد الرحمن طارق أحمد السيد من مهامه مديرًا لمديرية ثقافة الحسكة، في خطوة اعتبرها مراقبون استجابة مباشرة لموجة الغضب والانتقادات الواسعة التي اندلعت يوم أمس على خلفية تداول صورة جمعت الوزير بالسيد.
الصورة التي انتشرت بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي أثارت استياء كبيرًا في الأوساط الثقافية والإعلامية، لا سيما في محافظتي الحسكة ودير الزور، حيث يعرف عن عبد الرحمن السيد تأييده المعلن للنظام السوري، ومشاركته السابقة في حملات إعلامية ضد أبناء دير الزور عبر قناة “الدنيا” سابقًا، حين وصفهم بـ”العصابات المسلحة” خلال سنوات الثورة.
ويُنظر إلى السيد على نطاق واسع بوصفه أحد رموز الإعلام الرسمي الموجَّه الذي ساهم في تشويه صورة الثورة، كما أن زياراته السابقة إلى إيران وولاءه المعلن للنظام جعلاه شخصية مثيرة للجدل لا تحظى بقبول في الأوساط الثقافية المستقلة.
اللقاء الذي جمعه في وقت سابق بوزير الثقافة اعتبره ناشطون “رسالة مستفزة” للضحايا وذويهم، و”صفعة” لجهود بناء بيئة ثقافية سورية جامعة تتجاوز الاستقطابات والتصنيفات السياسية.
ورغم أن قرار الإعفاء لم يتضمن توضيحًا مباشرًا بشأن دوافعه، فإن توقيته، بعد أقل من أربعٍ وعشرين ساعة على موجة السخط الشعبي، يُفهم على أنه محاولة لاحتواء تداعيات الصورة، وتأكيد على أن وزارة الثقافة تتابع عن كثب ردود فعل الشارع الثقافي وتحاول تجنب الاصطفاف مع شخصيات خلافية تمثل الماضي الأمني والإعلامي للنظام السوري السابق.