في خطوة تُعد الأولى من نوعها، أعلنت جامعة حلب استعدادها لدراسة مقترح إطلاق برنامج أكاديمي خاص يستهدف الإعلاميين السوريين الذين حالت ظروف الحرب دون استكمال تعليمهم الثانوي أو الجامعي، رغم امتلاكهم لخبرات ميدانية واسعة في العمل الصحفي.
وجاء ذلك ردًا على استفسار موقع سوريا 24 بخصوص إمكانية إيجاد حلول تعليمية لفئة من الشباب السوريين العاملين في الإعلام ممن حالت ظروف الحرب دون استكمال تعليمهم.
وقال الدكتور أسامة رعدون رئيس جامعة حلب، في تصريح خاص لموقع سوريا 24: إن “جامعة حلب، إحدى أعرق المؤسسات التعليمية في الجمهورية العربية السورية، تؤكد التزامها الوطني بدورها المجتمعي في إعادة تأهيل الكوادر الوطنية وتمكين الطاقات الشابة، ولا سيما في القطاعات الحيوية كالإعلام، التي تُعد ركيزة من ركائز الاستقرار والبناء في مرحلة ما بعد الحرب”.
وأكد “انطلاقًا من هذه الرؤية، ستدرس الجامعة فعليًا إمكانية إطلاق برامج تعليمية مرنة ومخصصة لفئات لم تتمكن من استكمال تعليمها بسبب الظروف خلال السنوات الماضية، بمن فيهم العاملون حاليًا في المجال الإعلامي، ممن يملكون خبرة ميدانية فعلية”.
وأوضح رعدون أن “الجامعة ستسعى لدراسة مقترح برنامج أكاديمي خاص، يركز على المهارات الإعلامية النظرية والعملية، ويأخذ بعين الاعتبار خبرات المستفيدين السابقة، وفق الضوابط الناظمة التي يسمح بها قانون تنظيم الجامعات والضوابط التي تضعها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وبالتنسيق مع الجهات المعنية ذات الصلة”.
كما تدرس الجامعة إمكانية اعتماد آلية قبول مرنة تراعي سنوات الخبرة، ونماذج العمل الإعلامي، وقد تتضمن إجراء اختبارات قبول خاصة لضمان الجدية والكفاءة.
وفي ختام حديثه، قال: إن “جامعة حلب تؤمن أن التعليم هو الجسر الحقيقي نحو التعافي، وأن احتضان هذه الطاقات الشابة هو واجب وطني وأخلاقي يندرج ضمن مهامها، وستبقى منفتحة على جميع المبادرات والمقترحات التي تسهم في إعادة بناء الإنسان السوري علميًا ومهنيًا”.
رحّب الإعلامي أحمد رشيد، أحد الإعلاميين السوريين الذين واكبوا الثورة منذ بدايتها عام 2011، بتصريح رئيس الجامعة، واعتبره خطوة مهمة نحو الاعتراف الرسمي بخبرة جيل من الصحفيين العاملين ميدانيًا منذ أكثر من عقد.
وقال رشيد في تصريح خاص لـ “سوريا 24“: إن “هذا التوجه يُعيد الأمل لشريحة كبيرة من الإعلاميين الذين عملوا في ظروف صعبة، دون أن يحصلوا على فرصة عادلة للتعليم”.
ويُعد هذا التوجه – في حال تنفيذه – خطوة نحو سد الفجوة بين التعليم الأكاديمي والخبرة العملية في قطاع الإعلام، خصوصًا في بيئة ما بعد الحرب، حيث باتت الحاجة ملحّة لإعادة تأهيل الكوادر وبناء مؤسسات إعلامية أكثر احترافية وتنوعًا.