من الهواية إلى الريادة: كيف صنعت رانيا محمود من الشوكولا مشروعاً يفيض شغفاً ونجاحاً

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

في عالم تغلب عليه التحديات الاقتصادية والفراغ بعد التقاعد، استطاعت السيدة رانيا محمود حسن، من مدينة القامشلي، أن تعيد تعريف مسارها الشخصي والمهني من خلال مشروع منزلي صغير انطلق من شغف قديم بصناعة الشوكولا. بعد سنوات طويلة من العمل كموجهة اختصاص، وبتشجيع من أبنائها، حوّلت هوايتها إلى مصدر إبداع ودخل، جامع بين الذوق الرفيع والإصرار على التميز.

بداية الشغف

بدأت قصة رانيا مع الشوكولا كهواية بسيطة تمارسها في منزلها، تقدّم من خلالها قطعاً لذيذة لأهلها وأصدقائها. لكن هذا الشغف لم يمر مرور الكرام على أبنائها، الذين لمسوا حبها للتفاصيل وفن التزيين، فشجّعوها على تحويل هذا الاهتمام إلى عمل فعلي من داخل بيتها.

من التعلّم الذاتي إلى الاحتراف

انطلقت رانيا في تطوير مهاراتها عبر متابعة دورات تدريبية أونلاين ومقاطع فيديو تعليمية، مما مكّنها من التعرّف على أحدث الأساليب في صناعة الشوكولا وتزيينها. تعلّمت الكثير من التفاصيل الدقيقة التي تصنع الفرق في الطعم والمظهر، مما انعكس مباشرة على جودة منتجاتها.

التوازن بين العائلة والعمل

كانت رانيا حريصة منذ البداية على ألّا يؤثر المشروع في التزاماتها العائلية. آمنت بأن الراحة النفسية ضرورية لأي نجاح، فحرصت على الموازنة بين دورها كأم وواجباتها العملية، مما ساعدها على الاستمرار دون ضغوط.

حضور قوي في المعارض

شاركت رانيا في أربعة معارض محلية بمدينة القامشلي، منها معرض “أحلام صغيرة” الذي جمع سيدات من مختلف المناطق. لم تقتصر مشاركتها على العرض فقط، بل استفادت من تبادل الخبرات، وتمكّنت من تسويق وبيع جزء جيد من منتجاتها.

دعم عائلي لا يُقدّر بثمن

لم يكن النجاح ممكنًا لولا مساندة أبنائها: فقد تولّت ابنتها مسؤولية التسويق عبر الإنترنت، بينما ساعدها ابنها في الأمور التقنية والطباعة. هذا الدعم المتواصل كان مصدر قوة وثقة لها في كل خطوة.

نكهات مبتكرة وأشكال مميزة

تنتج رانيا أنواعاً متنوعة من الشوكولا، أبرزها الشوكولا المُر بنكهته القوية، والشوكولا الحلوة التي تطوّرها بنكهات محببة للأطفال مثل التوت الشامي، الليمون، والفريز. كما توسّعت في التصميم لتصنع أشكالاً جذابة مثل المصاصات، المربعات، الهلال، والشخصيات الكرتونية.

التغليف: التحدي الأكبر

رغم أن أوراق التغليف تُجلب من دمشق بتكاليف مرتفعة، مما يضطرها إلى رفع طفيف في الأسعار، إلا أن رانيا تصر على التغليف اللائق والنظيف. أحياناً تستخدم أوراق هدايا بسيطة، لكنها تلتزم دائماً بالشروط الصحية بدقة، لأن كل قطعة تُقدّم كما لو كانت لأطفالها.

“شوكولا رانيا”: مشروع بقلب إنساني

اختارت رانيا أن تكون أسعار “شوكولا رانيا” في متناول الجميع، مراعيةً الظروف الاقتصادية الصعبة في منطقتها. وبفضل التزامها بالجودة والأسعار المناسبة، أصبحت منتجاتها مطلوبة في مختلف المناسبات مثل أعياد الميلاد، الأعراس، والتخرج. كما تصمّم أشكالاً خاصة حسب رغبة الزبائن.

رسالة رانيا للنساء

تختم رانيا قصتها برسالة ملهمة لكل امرأة:
“امتلكي مهنة بيدك، تمنحك القوة والاستقلال والدعم لعائلتك. العمل ليس فقط مصدر دخل، بل هو مصدر للثقة والراحة النفسية.”

مقالات ذات صلة