تواجه مدينة الرقة تحديات متزايدة في توفير أماكن لعب آمنة للأطفال، وسط تزايد الكثافة السكانية وازدحام الحركة المرورية في أحيائها. ويُعد غياب المساحات المخصصة للعب من أبرز المشكلات التي تُقلق الأهالي، الذين يطالبون بإيجاد حلول عاجلة تضمن سلامة أطفالهم وتنمّي قدراتهم.
اللعب في الشوارع… خطر يومي يهدد الطفولة
بسبب نقص الملاعب والحدائق، يلجأ الأطفال إلى اللعب في الشوارع والأرصفة المكتظة، مما يعرّضهم لخطر حوادث السير والإصابات الجسدية. تقول السيدة ليلى العلي، في تصريح لـ”سوريا 24″: “نخاف يوميًا على أطفالنا. السيارات تمر بسرعة ولا تُراعي وجودهم. نحن بحاجة إلى ملاعب قريبة تضمن سلامتهم وتشعرنا بالطمأنينة”.
وترى العلي أن إنشاء ملاعب ضمن الأحياء السكنية ليس مجرد رفاهية، بل ضرورة لضمان الطفولة الآمنة وتحسين جودة حياة الأسر في المدينة.
ملاعب تعليمية لتعزيز النمو الجسدي والذهني
من جانبه، شدد عمر حسن، أحد سكان الرقة، على أهمية دمج الألعاب التعليمية والحركية في تصميم الملاعب المستقبلية، وقال: “نأمل أن تتضمن هذه المساحات ألعابًا تساعد على تطوير المهارات الجسدية والذهنية للأطفال، وليس فقط الترفيه”.
وأكد أن هذه الخطوة ستتيح للأطفال من مختلف الأعمار الاستفادة الكاملة من هذه المساحات، في بيئة ملائمة للنمو والتعلم.
الجانب التربوي والنفسي… لا يقل أهمية
بدورها، أوضحت ندى محمود، وهي معلمة في إحدى رياض الأطفال بالرقة، أن اللعب في أماكن آمنة يُعزز من النمو السليم للأطفال ويقوّي مهاراتهم الاجتماعية، مضيفة: “اللعب في بيئة مخصصة يساعد في بناء الثقة بالنفس وتقليل السلوكيات السلبية، كما يساهم في تحسين الحالة النفسية للأطفال”.
ونبّهت محمود إلى أن اللعب في الشوارع لا يقتصر خطره على الحوادث، بل يؤثر في شخصية الطفل وتفاعله مع محيطه.
بلدية الرقة: نعمل على خطط مستقبلية رغم التحديات
وفي تصريح خاص لـ”سوريا 24″، أفاد مصدر مسؤول في بلدية الرقة: “ندرك أهمية توفير مساحات لعب آمنة، ونعمل على خطط لتطوير هذه المرافق بالتعاون مع الشركاء المحليين ومنظمات المجتمع المدني، رغم التحديات المالية والفنية القائمة”.
وأشار المصدر إلى أن البلدية تسعى لإشراك المجتمع في دعم المبادرات التي تستهدف الطفولة، وتضع ضمن أولوياتها تهيئة بيئة حضرية صحية وآمنة للأطفال.
الأحياء القديمة… تحت المراقبة خوفًا على الأطفال
تعاني معظم الأحياء القديمة في الرقة من غياب شبه تام للمساحات الخضراء والملاعب، مما يدفع الأهالي إلى مراقبة أطفالهم باستمرار والقلق من تعرضهم للإصابات والحوادث. هذا الواقع اليومي يزيد من الضغط النفسي على الأسر، ويحدّ من قدرة الأطفال على الاستمتاع بطفولتهم بحرية وأمان.
دعوات لتدخل عاجل من السلطات
يؤكد سكان المدينة أن توفير مساحات لعب آمنة لم يعد خيارًا، بل ضرورة ملحّة تتطلب تدخلاً فوريًا من السلطات المحلية. ويأمل الأهالي أن ترى مشاريع إنشاء الحدائق والملاعب النور قريبًا، بما يخلق بيئة تضمن الطفولة السليمة ويُعزز من قدرات الأطفال الاجتماعية والجسدية في آن واحد.