ريف حمص: أزمة الكهرباء بين تراجع ساعات التغذية والوعود بتحسينها

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

تشهد مناطق ريف حمص الشمالي أزمة كهرباء خانقة، مع تسجيل انخفاض كبير في ساعات التغذية وتدهور في جودة التيار الكهربائي، ما زاد من معاناة السكان الذين يعانون أصلاً من ظروف معيشية صعبة نتيجة الجفاف وقلة الموارد.

تراجع في ساعات التغذية

وأكد عدد من أهالي المنطقة أن ساعات التغذية الكهربائية تراجعت خلال الفترة الأخيرة إلى حدود غير مسبوقة، حيث لا تتجاوز حالياً ساعة واحدة وصل مقابل خمس ساعات قطع، وهو ما يُعد تراجعاً ملحوظاً مقارنة بما كان متاحاً سابقاً، والذي كان يصل إلى ساعتين وصل وأربع قطع.

وقال حسين الشيخ، أحد سكان الريف الشمالي لحمص في حديث لمنصة سوريا ٢٤، إن “الكهرباء عادت للتراجع بشكل كبير، وتدهورت جودتها بشكل لافت”.

وأشار إلى أن “السبب الذي أُعلن عنه من قبل بعض الجهات المحلية هو إعادة تشغيل المعامل والمناطق الصناعية، التي تحتاج إلى استهلاك كبير للطاقة، لكن الأولوية كما يفترض أن تكون للمواطنين”.

اعتياد على المعاناة

وأضاف الشيخ: “في السابق كانت الكهرباء 220 فولط، أما الآن فلا تتجاوز 170 فولط في معظم المناطق، وفي بعض الأماكن تنخفض حتى إلى 100 فولط”، موضحاً أن هذا الانخفاض يؤثر بشكل مباشر على عمل الأجهزة المنزلية مثل مضخات المياه والبرادات والغسالات، إما عن طريق تعطلها أو عدم أدائها بكفاءة.

وأشار إلى أن الأهالي أصبحوا “معتادين على المعاناة”، خاصة في ظل الظروف المناخية القاسية هذا العام بسبب قلة الأمطار وعدم توفر مواسم زراعية، ما زاد من الضغوط الاقتصادية والمعيشية.

نقص عام ووعود بالتحسن

من جانبه، نفى محمد سليمان العلي، رئيس شعبة الكهرباء في تلبيسة، أن يكون سبب تراجع التغذية في ريف حمص الشمالي يعود إلى عودة تشغيل المعامل والصناعات.

وقال في حديث لمنصة سوريا ٢٤، إن “النقص في الكهرباء هو وضع عام يشمل عموم المحافظة ومناطق سوريا”، مضيفاً أن “السبب الحقيقي هو انخفاض كمية التوليد الكهربائي”.

وأوضح أن المؤسسة تعمل على إجراء الصيانات اللازمة للحفاظ على استمرارية التغذية خلال ساعات الوصل، وأن هذه الأعمال مستمرة حتى تاريخه.

وحول التحسن المنتظر، قال المسؤول إنه “تم الإعلان عن وعود بتحسين الواقع الكهربائي ضمن هذا الشهر، بحيث ترتفع ساعات التغذية إلى 12 ساعة وصل و12 ساعة قطع، أي بمعدل 3 ساعات وصل و3 قطع يومياً”، مضيفاً أن “الأمر يتطلب وقتاً لتجهيز البنية التحتية وزيادة القدرة الإنتاجية”.

أزمة كهرباء تفاقم من مشكلات الريف

تبدو أزمة الكهرباء في ريف حمص الشمالي وكأنها جزء من سلسلة طويلة من التحديات التي يواجهها السكان، بدءاً من نقص المياه بسبب الجفاف، مروراً بتدهور الوضع الزراعي والاقتصادي، وانتهاءً بضعف الخدمات الأساسية كالمواصلات والتعليم والرعاية الصحية.

ويأمل الأهالي أن تترجم الوعود الحكومية المتعلقة بالكهرباء إلى واقع ملموس في القريب العاجل، خاصة مع دخول فصل الصيف الذي يزيد فيه الاعتماد على الكهرباء لمختلف الاستخدامات الحياتية.

مقالات ذات صلة