انطلقت صباح اليوم السبت امتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعيها العلمي والأدبي في مدينة الرقة، وذلك لأول مرة منذ اثني عشر عامًا.
يأتي ذلك ضمن إطار التفاهمات التي أُبرمت مؤخرًا بين الإدارة الذاتية شرق سوريا والحكومة السورية الجديدة، حسب مراسل منصة سوريا ٢٤ في المنطقة.
وأفاد مصدر خاص في لجنة التربية والتعليم في الرقة في حديث لمنصة سوريا ٢٤ أن أكثر من 12,300 طالب وطالبة تقدموا لأداء امتحانات الشهادة الثانوية هذا العام، موزعين على 32 مركزًا امتحانيًا منتشرة في أنحاء المحافظة.
وتشمل هذه المراكز سبعة مراكز داخل مدينة الرقة نفسها، وسبعة أخرى في مناطق الريف القريب، بالإضافة إلى مراكز متقدمة في قريتي المنصورة والدبسي وغيرها من المناطق التي بدأت تشهد تحسنًا نسبيًا في البنية التحتية التعليمية.
ويُعد هذا الحدث التعليمي الأبرز في المنطقة منذ سيطرة تنظيم داعش على المدينة قبل سنوات، وما تلاه من عمليات تحرير وتدمير كبير للبنية التحتية، بما فيها المؤسسات التعليمية.
وقد مثّل انقطاع التعليم الثانوي الرسمي طوال السنوات الماضية خسارة كبيرة للشباب في المنطقة، الذين اضطروا إما للسفر إلى مناطق أخرى لإكمال دراستهم أو التخلي عنها تمامًا.
وأكد المصدر التعليمي أن استئناف الامتحانات الثانوية يعكس جهود إعادة تأهيل النظام التعليمي في الرقة، وهو نتيجة مباشرة للتهدئة النسبية التي تشهدها المنطقة، وتوحيد الإجراءات المتعلقة بالعملية التعليمية بين الجهات المختلفة.
كما أشار إلى أن هذه الخطوة تمثل ركيزة أساسية في تعزيز الاستقرار المجتمعي، وفتح آفاق مستقبلية أمام الشباب للانخراط في الجامعات والوظائف العامة في حال حصولهم على الشهادات المعتمدة من وزارة التربية السورية.
وفي موازاة ذلك، انطلقت أيضًا امتحانات الشهادة الثانوية العامة في باقي المحافظات السورية، ضمن موعد موحد حددته وزارة التربية السورية، حيث يؤدي الطلاب الامتحانات تحت إجراءات صارمة تهدف إلى ضمان الشفافية وتكافؤ الفرص.
ويرى مراقبون أن عودة الامتحانات الرسمية إلى الرقة ليست مجرد حدث تعليمي، بل هي دليل على تحرك حقيقي نحو إعادة إعمار القطاعات الحيوية في المدينة، واستعادة الدولة لبعض من صلاحياتها في المناطق التي كانت خارج سيطرتها لسنوات طويلة.
