بدأت صباح اليوم السبت امتحانات الشهادة الثانوية بفروعها العلمي والأدبي والشرعي في محافظة درعا، وسط أجواء سادها مزيج من التوتر والاطمئنان. واحتشد الأهالي أمام المراكز الامتحانية، في مشهد اعتاد عليه السوريون، يقدمون الدعم النفسي والمعنوي لأبنائهم في هذه المرحلة المفصلية.
جولة تفقدية ورسائل طمأنة
قام محافظ درعا أنور الزعبي، يرافقه مدير التربية، محمد الكفري، بجولة تفقدية على عدد من المراكز الامتحانية. وخلال الجولة، استمع المسؤولان إلى ملاحظات الطلاب، وأكدا العمل على معالجتها بما يضمن سير الامتحانات في أجواء هادئة وآمنة.
وفي تصريح خاص لـ«سوريا 24»، أوضح الكفري أن عدد المتقدمين للامتحانات هذا العام بلغ 15277 طالباً وطالبة، موزعين على 62 مركزاً امتحانياً، بواقع 9829 في الفرع العلمي، 5317 في الأدبي، و131 في الشرعي. وأكد أن العملية الامتحانية سارت بانضباط، مع ترقّب لتقارير المراكز من أجل تقييم التجربة ومعالجة أي سلبيات محتملة.
دعم نفسي من الأهالي… وملاحظات لا تغيب
الأهالي عبّروا عن ارتياحهم النسبي للأجواء، مع دعوات لضبط النفس وتوفير أجواء مناسبة للطلاب. الدكتور عبد المعين ربداوي، والد إحدى الطالبات، قال لـ«سوريا 24»: “نحن هنا لدعم أبنائنا نفسياً، والأجواء مطمئنة عموماً. نشكر الحضور الرسمي ونأمل استمرار هذه الأجواء الهادئة.”
لكن لم تخلُ المواقف من الانتقادات، حيث أعربت بعض الأسر عن قلقها من بعض الإجراءات، أبرزها ما وصفته والدة طالبة بـ”ارتجالية التنبيهات”، مثل مسألة ترقيم الأوراق والتنبيه المتأخر حول عدم التشطيب على المسودات، والتي أُبلغ بها الطلاب عبر الإنترنت قبيل الامتحان بيوم واحد. كما اعتبرت أن الانتشار الأمني المكثف زاد من توتر الطلاب.
تباين في تقييم الأسئلة
من داخل القاعات، تفاوتت آراء الطلاب بشكل لافت. بعضهم وجد الأسئلة صعبة وتستنزف الوقت، مثل الطالب محمد الذي قال إنه لم يتمكن سوى من حل 25 سؤالاً من أصل 40، معتبراً أن طبيعة الأسئلة تتطلب حفظاً واستيعاباً كاملاً.
بالمقابل، رأى آخرون أن الأسئلة كانت مناسبة، ومنهم الطالب نزار الذي وصفها بـ “السهلة نسبياً”، لكنه طالب بتسهيلات في النقل نظراً لبُعد المسافة بين محافظته (القنيطرة) ومراكز الامتحان في درعا، مشيراً إلى أنه اضطر للمغادرة فجراً.
الطالبة ربا تحدثت عن تأخر بسيط في توزيع الورقة الأولى، لكنها أثنت على منح ربع ساعة إضافية، ووصفت الأسئلة بأنها “متوسطة الصعوبة”. بينما أعربت الطالبة مها عن ارتياحها قائلة إن الأسئلة كانت “دقيقة ومفيدة”، وأشادت بدور المعلمين والنماذج التدريبية.
تفاوت الانطباعات والثابت الوحيد… الأمنيات
رغم التباين في الآراء بين من رأى صعوبة في الأسئلة ومن وجدها مناسبة، يبقى المشترك بين الجميع هو الأمل في مرور هذه المرحلة الحساسة بسلام وعدالة، وسط دعوات مستمرة لتوفير بيئة امتحانية هادئة وآمنة لجميع الطلاب في درعا.