عطش في قلب الفرات: أكثر من ألفي منزل بلا مياه جنوب الرقة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تعاني عدة قرى في ريف الرقة الجنوبي، من بينها السحل، الظاهر، والسحل الغربي، أزمة حادة في مياه الشرب، رغم وقوعها بمحاذاة نهر الفرات، أحد أكبر مصادر المياه في سوريا. هذه القرى، التي تمتد بين مدينتي الطبقة والرقة، باتت تعيش تحت وطأة العطش، في مشهد يختصر حجم التدهور في البنية التحتية الخدمية، إذ تؤثر الأزمة في أكثر من ألفي منزل، ما يزيد المعاناة اليومية للسكان ويهدد صحتهم وكرامتهم المعيشية.

محطة معطلة منذ سنوات

يعود السبب الرئيسي لانقطاع المياه إلى تعطل محطة الشرب الوحيدة التي تغذي تلك القرى منذ عدة سنوات. ورغم مرور وقت طويل على توقفها، لم تُجرَ أي صيانة فعلية أو إصلاحات تُذكر، ما جعل من الأزمة أمرًا مستدامًا لا يلوح له حل في الأفق. واضطر السكان إلى شراء المياه من صهاريج جوالة بأسعار مرتفعة، إذ يبلغ سعر البرميل 7000 ليرة سورية، وهو مبلغ كبير يفوق قدرة العديد من العائلات في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة.

تبادل مسؤوليات يفاقم المشكلة

ساهم الموقع الجغرافي لتلك القرى، الواقعة بين الطبقة والرقة، في تعقيد المشكلة، حيث تتقاذف الجهات المعنية المسؤولية فيما بينها. تحيل دوائر المياه في كل من المدينتين الأمر إلى الأخرى، دون اتخاذ أي خطوات عملية لإصلاح المحطة المتوقفة. وقد ساهم هذا التراخي الإداري وتداخل الصلاحيات في إطالة أمد الأزمة وزاد من حالة الإحباط لدى الأهالي، الذين لم يعودوا يثقون بالوعود المتكررة دون تنفيذ.

معاناة يومية

مقداد المصطفى (32 عامًا) من قرية السحل، تحدث إلى سوريا 24 قائلًا: “نحن نعاني يوميًا من انعدام المياه، ونضطر إلى شرائها بأسعار مرهقة، وهذا يثقل كاهل العائلات التي بالكاد تستطيع تأمين قوت يومها.”

أما محمد الحسون (23 عامًا) من قرية الظاهر، فعبر عن غضبه من الإهمال المستمر: “المشكلة تتفاقم يومًا بعد يوم، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة. نحن نحتاج إلى تدخل عاجل. كل منزل يحتاج خزانًا يوميًا بسعة خمسة براميل على الأقل، وهذا يفوق قدرة أغلب الأهالي.”

رد الجهات الرسمية

وفي تصريح خاص لسوريا 24، قال مصدر في مؤسسة المياه بالرقة: “الأعطال التقنية في محطة المياه التي تغذي تلك القرى هي السبب الأساسي في المشكلة. نعمل حاليًا على إعداد خطة إصلاح بالتنسيق مع مدينة الطبقة، لكن تعقيدات المسؤوليات الإدارية تعرقل سرعة التنفيذ. نؤكد التزامنا بحل الأزمة في أقرب وقت ممكن.”

مطلب إنساني وضرورة ملحة

يطالب سكان القرى المنكوبة الجهات الرسمية في الرقة والطبقة بالتحرك الفوري والحاسم لإصلاح محطة المياه وتحديد جهة واضحة تتحمل المسؤولية كاملة. كما يدعون إلى تنفيذ خطط دعم طويلة الأمد تشمل تحديث شبكة المياه، الحد من الهدر، وضمان وصول مياه نظيفة بشكل مستدام.

الماء… أبسط الحقوق الغائبة

إن تأمين مياه الشرب النقية ليس مطلبًا رفاهيًا، بل حق إنساني أساسي. وغياب هذا الحق يضاعف أوجاع آلاف الأسر في القرى الواقعة على ضفاف الفرات، والتي تعيش العطش وسط الماء. الأمل معقود على تحرك جاد يعيد الحياة إلى تلك المناطق، وينهي فصول معاناة طال أمدها.

مقالات ذات صلة