جهود طبية وإنسانية لمواجهة تداعيات حرائق اللاذقية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

وسط واحدة من أسوأ الكوارث البيئية التي عرفتها محافظة اللاذقية في السنوات الأخيرة، التهمت النيران أكثر من 37 ألف فدان من الغابات والأراضي الزراعية، ما أدى إلى موجات نزوح داخلية وانقطاع في التيار الكهربائي وتفاقم الاحتياجات الإنسانية والطبية العاجلة.

وفي ظل هذا الوضع المتدهور، سارعت الجهات الصحية والإنسانية إلى تفعيل استجابة ميدانية طارئة، شملت تقديم مساعدات طبية وإرسال فرق إسعاف وتقييم الأضرار التي لحقت بالمراكز الصحية، وذلك بالتنسيق مع مديرية صحة اللاذقية التي لعبت دورًا محوريًا في تنظيم التدخلات.

وبحسب الدكتور محمد بكرو، مدير مكتب الساحل في الجمعية الطبية السورية الأمريكية، فإن الاستجابة الصحية جاءت نتيجة تنسيق مباشر مع المديرية منذ اللحظات الأولى، استُهلّ بإرسال شحنة من الأدوية والمستهلكات الطبية الضرورية إلى المناطق المتضررة، إلى جانب تسيير سيارتي إسعاف، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، لتأمين نقل المصابين من مواقع النيران إلى المرافق الطبية القريبة.

كما أشار الدكتور بكرو في حديث خاص لمنصة سوريا 24 إلى تخصيص دعم مالي طارئ لشراء المحروقات اللازمة لآليات الدفاع المدني العاملة في مكافحة النيران، وتغطية الاحتياجات الطبية العاجلة، في وقت تم فيه تقييم وضع عدد من المراكز الصحية في ريف المحافظة، ومنها مركز قسطل معاف، لتحديد حجم الأضرار والاحتياجات المستقبلية.

وقد أشاد مسؤولون صحيون محليون بسرعة الاستجابة التي شهدتها المحافظة خلال الأيام الماضية، مشيرين إلى أن وجود دعم طبي فوري ساهم في تخفيف الضغط الكبير على الكوادر العاملة في الميدان، لا سيما مع صعوبة الوصول إلى بعض المناطق المحاصرة بالنيران.

وتأتي هذه الجهود في وقت يستمر فيه العمل على تعزيز البنية التحتية الصحية في الساحل السوري، بما في ذلك تجهيز المستشفيات بأجهزة متطورة، كان آخرها تشغيل مسرّع خطي للعلاج الإشعاعي في مستشفى اللاذقية، وهو ما اعتُبر خطوة نوعية في تحسين خدمات علاج الأورام في المنطقة.

من جهته، يرى محمد الشيخ يوسف، مدير المكتب الإعلامي للجمعية الطبية السورية الأمريكية، أن حرائق الساحل الأخيرة لم تكن مجرد كارثة بيئية، بل محطة مفصلية أعادت التذكير بأهمية العمل التشاركي لمواجهة الأزمات. ويضيف: “مثل هذه الأحداث توحّد الجهود وتكشف أهمية جاهزية المؤسسات وتكاملها في التعامل مع الكوارث، تمامًا كما حدث سابقًا في كارثة الزلزال أو جائحة كورونا.”

ويؤكد الشيخ يوسف على ضرورة تعزيز القدرات المحلية، سواء عبر تطوير المخزون الطبي والاستجابة السريعة، أو من خلال دعم البنى التحتية التي تتيح استجابة أكثر فاعلية مستقبلًا، في مواجهة ما وصفه بـ”التهديدات المتكررة التي تواجه المجتمعات السورية من صنع الإنسان أو من فعل الطبيعة”.

مقالات ذات صلة