حلب: بلدة حيان تستقبل العائدين دون أفران ولا خدمات!

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

من بين الركام، تخرج بلدة حيان شمال حلب لتروي حكاية صمود ودمار ومعاناة، بلدة أنهكتها الحرب، وغادرها أهلها مكرهين، لتعود اليوم إلى واجهة المشهد، كأنها تنهض من الرماد، شاهدة على كل ما جرى.

في جولة ميدانية وثّقها مراسل “سوريا 24” محمد أبو وحيد بعدسته، رصدت كاميرته صورًا جوية وأرضية تُظهر حجم الدمار الهائل الذي طال الأحياء السكنية والبنى التحتية، وخاصّة الأفران، التي لم يتبقَّ منها سوى هياكل متفحمة، بعدما تعرضت لعمليات نهب ممنهجة، ثم حرق متعمد، وفق ما أكده شهود عيان.

ورغم أن نحو 1200 عائلة عادت إلى البلدة خلال الشهور الماضية، إلا أن الخدمات الأساسية شبه معدومة، ما يجعل الحياة اليومية أشبه بتحدٍ مستمر للعائدين، الذين يواجهون واقعًا صعبًا فرضته سنوات من الإهمال والدمار.

وتظهر الصور التي التُقطت من الجو والمساحة المحيطة، اتساع رقعة الدمار وتهدم الأبنية السكنية، فيما تعكس الصور الأرضية وجوه أطفال ومسنّين يحاولون التأقلم مع واقعٍ لم يكن خيارًا، بل قدرًا.

ورغم كل شيء، تُصرّ العائلات العائدة على إعادة إعمار حياتها، وسط مطالبات متكررة بتدخل الجهات الإنسانية والإغاثية لإعادة تشغيل مرافق المياه، والكهرباء، والخبز، والخدمات التعليمية، في محاولة لإعادة نبض الحياة إلى بلدة أنهكتها الحرب ولم تفقد الأمل.

ويقول أحد سكان البلدة في حديثه لموقع سوريا 24: إن “الرجوع إلى حيان كان قرارًا صعبًا، لكننا تعبنا من النزوح، نريد فقط أن نعيش بكرامة، أن يذهب أطفالنا إلى المدارس، وأن نجد خبزًا في الصباح دون طوابير وإذلال”.

في النهاية، ما بين الدمار والإصرار، تبقى حيان رمزًا حيًا لمعاناة مدن وبلدات سورية كثيرة لم يُسلّط عليها الضوء كما يجب، لكنها ما زالت تنتظر من العالم أن يراها، وأن يسمع صوت أبنائها.

مقالات ذات صلة