الجيش والداخلية يتدخلان في السويداء لوقف التصعيد وفرض الاستقرار

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

شهدت محافظة السويداء خلال اليومين الماضيين مواجهات دامية خلّفت عشرات القتلى ومئات الجرحى، إضافة إلى حالة من الفوضى التي اعتبرتها الجهات الرسمية نتيجة غياب المؤسسات النظامية.

مقتل وإصابة عدد من الأمن العام في كمين مسلح

في السياق، أفاد مراسل منصة سوريا 24، صباح اليوم الإثنين، بأن دورية تابعة للأمن العام تعرّضت لكمين مسلح نفّذته مجموعة مسلحة في السويداء، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

كما أشار المراسل إلى مقتل شاب وإصابة خمسة آخرين جراء استهداف منزل سليمان عبد الباقي، قائد تجمع أحرار جبل العرب، بقذيفة “آر بي جي”، أعقبها إطلاق نار كثيف، وفقًا لمصادر محلية.

ومع التصعيد غير المسبوق للأحداث الأمنية في المحافظة، أقدمت قوات الجيش العربي السوري بالتعاون مع وزارة الداخلية على تدخل مباشر لإعادة الاستقرار إلى المحافظة، بعد أن

تدخل الجيش لحماية المدنيين ووقف الاشتباكات

وأصدرت وزارة الدفاع السورية بيانًا رسميًا أكدت فيه أن الوضع المتأزم في السويداء استدعى تدخلاً عسكريًا مباشرًا بالتنسيق مع وزارة الداخلية، بهدف فرض الاستقرار ومنع المزيد من التصعيد الذي طال حياة المدنيين الآمنين.

وجاء في البيان:

* تعبر الوزارة عن أسفها البالغ للتطورات الدامية التي شهدتها السويداء خلال اليومين الماضيين، والتي خلّفت عشرات القتلى ومئات الجرحى.
* غياب المؤسسات النظامية فاقم من حالة الفوضى، مما استدعى تدخلاً مباشرًا بالتنسيق مع وزارة الداخلية.
* قوات الجيش العربي السوري باشرت بالانتشار في المناطق المتأثرة، مع تأمين ممرات آمنة للمدنيين والعمل على وقف الاشتباكات.
* نؤكد التزام الجنود بالقوانين والتعليمات لضمان سلامة الأهالي وعدم وقوع أي تجاوزات.
* ندعو جميع الجهات الفاعلة في السويداء إلى التعاون وضبط النفس، حفاظًا على حياة المدنيين ووقف التصعيد.
* الجيش العربي السوري مؤسسة وطنية جامعة هدفها تعزيز السلم الأهلي وبناء مستقبل آمن لجميع المواطنين.

دخول أمني وعسكري لحسم الوضع

كما أكد المتحدث باسم وزارة الداخلية، نور الدين البابا، أن وحدات من الداخلية والدفاع بدأت دخول محافظة السويداء منذ ساعات الصباح الأولى، مشيرًا إلى أن التقديرات تشير إلى حسم الوضع في المحافظة بحلول عصر اليوم الإثنين.

وشمل البيان:

* المجموعات المخالفة للنظام تستخدم المدنيين كوسائل وقائية لعرقلة التقدم.
* تحرير المختطفين مسألة وقت فقط، والباب مفتوح أمام من يرغب بالانضمام إلى مؤسسات الدولة.
* تم التواصل مسبقًا مع الأطراف المؤثرة في السويداء قبل تنفيذ خطة الانتشار الأمني.
* ضرورة إنهاء وجود السلاح بيد المجموعات الخارجة عن النظام بشكل كامل.

لا حل إلا بتفعيل مؤسسات الدولة

وفي تغريدة عبر منصة “إكس”، أكد وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، أن غياب مؤسسات الدولة، وخصوصًا العسكرية والأمنية منها، هو السبب الرئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة.

وكتب: “لا حل لذلك إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها بكل تفاصيلها”.

ارتفاع الحصيلة البشرية واستمرار الاشتباكات

وحسب آخر تقارير مراسل منصة سوريا 24، مساء أمس الأحد، فإن عدد قتلى الاشتباكات في السويداء ارتفع إلى 15 شخصًا و80 مصابًا كحصيلة غير نهائية، فيما شهدت الساعات الأخيرة هجومًا نفّذه أبناء العشائر على بلدات الطيرة وسميع ولبين وجرين، تخلله إحراق منازل في بلدة الطيرة.

كما سقطت قذائف هاون على بلدات الجنينة والمناطق الشرقية المحيطة بمدينة شهبا، وسط استمرار الاشتباكات في حي المقوس داخل مدينة السويداء، حيث فُرض حظر تجوال شامل في عموم المحافظة.

وأكد مراسل منصة سوريا 24، أن جهود إطلاق سراح المخطوفين التي كانت مقررة اليوم قد تعثرت بسبب احتدام المواجهات.

دعوات لضبط النفس

من جانبه، دعا محافظ السويداء، مصطفى البكور، جميع الأطراف إلى ضبط النفس والاستجابة للنداءات الوطنية الداعية للإصلاح، مشددًا على أهمية الحوار والعقل كضمان لعبور هذه المحنة.

وقال البكور: “يدنا ممدودة لكل من يسعى للإصلاح وبناء دولة تضمن حياة أفضل لكل السوريين، فالدولة لن تتهاون في حماية المواطنين واستعادة الحقوق”، محذرًا من محاولات زرع الفتنة أو دفع الأمور نحو التصعيد، وفق تعبيره.

تأجيل امتحانات الثانوية العامة في السويداء

ومن أجل الحفاظ على سلامة الطلاب والكادر التعليمي، قرر المكتب التنفيذي في محافظة السويداء تأجيل امتحانات الشهادة الثانوية العامة التي كانت مقررة اليوم الإثنين، على أن يتم الإعلان لاحقًا عن المواعيد الجديدة للامتحانات.

رجال الكرامة: الدولة تتحمّل المسؤولية عن التصعيد

بدورها، أدانت مجموعة “رجال الكرامة” في بيان لها ما وصفته بـ”التصعيد الخطير” في السويداء، مشددة على أنه لا يخدم أحدًا ويمهد الطريق للفوضى.

وأشار البيان إلى أن السبب الرئيسي للتوتر هو غياب الدولة عن حماية طريق دمشق – السويداء، وتكرار الاعتداءات على المدنيين عند حاجز المسمية، محمّلةً الحكومة السورية المسؤولية الأولى، بالإضافة إلى الأطراف المحلية التي تنصلت من مسؤولياتها.

ودعت المجموعة إلى التهدئة باعتبارها موقف قوة، والعودة لصوت العقل لتجنّب الانزلاق أكثر نحو العنف والفوضى.

تأكيد درعا على دعم السويداء ووقف التصعيد

في الوقت ذاته، أكد محافظ درعا، أنور الزعبي، أن درعا، الجارة الوفية لمحافظة السويداء، ستبقى حريصة على السلم الأهلي، مشيرًا إلى أن قوى الأمن الداخلي بالتعاون مع الجيش العربي السوري بدأت انتشارًا في قرى السويداء استجابةً للتطورات الأمنية الأخيرة.

وأوضح أن هذا الانتشار يهدف إلى:

* منع تفاقم التوتر وضمان حماية المواطنين والممتلكات.
* ضبط الوضع الميداني ومنع أي أعمال استفزازية أو خروقات تهدد السلم الأهلي.
* الالتزام الكامل بتطبيق القانون وتعزيز الشعور بالأمان لدى الأهالي.

تتجه الأوضاع في السويداء نحو تصعيد خطير يتطلب تدخلاً حاسمًا من المؤسسات الرسمية لاستعادة الأمن ووقف تمادي المجموعات المسلحة التي استغلت غياب الدولة في تأجيج النزاعات الطائفية والعشائرية.

وتشير المؤشرات إلى أن تدخل الجيش والداخلية قد يكون بداية مرحلة جديدة من إعادة فرض النظام.

مقالات ذات صلة