يخدم آلاف المرضى: نداءات لإنقاذ مشفى الكسرة بدير الزور من الإغلاق

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

في مشهد ينذر بكارثة صحية وشيكة، يواجه مشفى الكسرة العام في ريف دير الزور الغربي خطر التوقف الكامل عن العمل.

يأتي ذلك عقب توقف الدعم المقدم من المنظمات الدولية في 30 حزيران 2025، ما تسبب في حدوث “فجوة حادة” في تمويل العمليات الطبية وتوفير الأدوية والخدمات الأساسية.

يُعد المشفى، الذي تأسس بدعم من منظمات إنسانية، من أهم المراكز الصحية في المنطقة، حيث يخدم أكثر من نصف مليون نسمة في مناطق دير الزور الغربية، إضافة إلى نازحين ومراجعين من ريفي الحسكة والرقة.

ويشكل توقفه عن العمل تهديدًا مباشرًا لصحة السكان، لا سيما مع انعدام البدائل المجانية القادرة على استيعاب هذا العدد من المرضى، حسب ما نقل مراسل منصة سوريا في دير الزور.

صرح طبي متكامل مهدد بالإغلاق

وأوضح المدير الإداري للمشفى، جاسم الرياش، في حديث لمنصة سوريا 24، أن المشفى يضم مجموعة متكاملة من الأقسام الطبية الحيوية، منها: قسم الإسعاف العام، قسم الأطفال والحواضن، مخبر التحاليل الطبية، قسم العمليات الجراحية (الجراحة العامة، البولية، النسائية، العظمية، وعمليات الأذن والأنف والحنجرة)، عيادات داخلية وخارجية تغطي مختلف التخصصات.

كما يضم المشفى طاقمًا طبيًا متخصصًا من أطباء وممرضين وفنيين، بعضهم قادم من الرقة والحسكة، ويؤمن المشفى خدماته الطبية والدوائية بشكل مجاني بالكامل منذ تأسيسه، حتى لحظة انقطاع الدعم.

استمرار العمل رغم التحديات

وعلى الرغم من توقف الدعم، أبدى الكادر الطبي في المشفى موقفًا إنسانيًا نبيلًا، حيث قرروا مواصلة العمل بشكل تطوعي لضمان استمرار الخدمات الأساسية للسكان، رغم شح المواد والأدوية وتحمل المرضى كلفة العلاج.

المشفى كان المتنفس الوحيد

يقول راكان الجرجيس، أحد أهالي دير الزور، في حديث لمنصة سوريا 24: “مشفى الكسرة كان يقدم خدماته لنا على مدار 24 ساعة دون مقابل. لكن اليوم نضطر لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية بأنفسنا. رغم ذلك، لم يتوقف الأطباء عن العمل، وهم يقدمون ما بوسعهم بكل تفانٍ”.

ولفت الجرجيس إلى أن مشفى الكسرة يخدم عشرات الآلاف من العائلات، ويُعد شريان حياة حقيقيًا. نطالب بإعادة الدعم فورًا لإنقاذ حياة الناس.

وفي السياق ذاته، أكدت ريما الحسين، وهي من سكان المنطقة، في حديث لمنصة سوريا 24: “المشفى يخدم جميع قرى وبلدات الريف الغربي، ويوفر خدمات الجراحة والعلاج المجاني. لكن انقطاع الدعم أثر بشكل كبير، وبات المرضى يتحملون عبء شراء الأدوية، وهو أمر يفوق قدرات الكثير من الأهالي”.

نداءات عاجلة لإعادة الدعم

وناشد أهالي دير الزور هيئة الصحة في الإدارة الذاتية والمنظمات الإنسانية والدولية بضرورة إعادة النظر في قرار وقف التمويل، وإنقاذ هذا الصرح الطبي من التوقف.

ووسط كل ذلك، فإن توقف مشفى الكسرة العام عن العمل لا يعني فقط إغلاق مركز طبي، بل يمثل كارثة إنسانية وصحية شاملة لمئات آلاف السكان. إنقاذه يتطلب تحركًا عاجلًا من الجهات المعنية قبل فوات الأوان.

مقالات ذات صلة