أعلن قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء، العميد أحمد الدالاتي، صباح اليوم الثلاثاء، بدء تنفيذ خطة أمنية موسعة داخل مركز المدينة، بالتزامن مع بدء دخول قوات مشتركة من الجيش والأمن إلى المدينة، في خطوة تهدف إلى استعادة الاستقرار وإنهاء حالة الفوضى، وجاء هذا التحرّك الأمني متزامنًا مع موقف داعم من الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، حيث رحّب الشيخ حكمت الهجري رسميًا بدخول القوات، مؤكدًا دعمه لبسط سلطة الدولة وضبط الأمن.
وبحسب البيان الرسمي الصادر صباح اليوم، بدأت القوات المشتركة من وزارتي الداخلية والدفاع بالانتشار داخل مدينة السويداء اعتبارًا من الساعة الثامنة صباحًا، مع فرض حظر تجول شامل حتى إشعار آخر، في خطوة تهدف إلى “حماية المدنيين واستعادة الأمن والاستقرار” بحسب ما جاء في التصريح.
وأكد العميد الدالاتي أن “استخدام المباني السكنية كمواقع للمواجهة من قبل العصابات الخارجة عن القانون سيواجه بحزم”، داعيًا السكان إلى الالتزام بالبقاء في منازلهم، مشددًا على أن “أمن المواطنين مسؤولية جماعية، وعلى الجميع تحمّل مسؤولياتهم”.
وأبدت الرئاسة الروحية للمسلمين الموحدين الدروز، ممثلة بسماحة الشيخ حكمت الهجري، ترحيبها الرسمي بانتشار القوات الأمنية داخل المحافظة.
وفي بيان صدر عنها صباح الثلاثاء، دعت إلى تسليم السلاح والتعاون مع المؤسسات الرسمية، مؤكدة أن “بسط سلطة الدولة هو السبيل الوحيد لاستعادة الأمن”.
وأضاف البيان: “نرفض أي مقاومة لدخول القوات الأمنية، وندعو إلى فتح حوار مباشر مع الحكومة السورية، وتفعيل مؤسسات الدولة بالتعاون مع كوادر المحافظة الوطنية”.
ورحّب العميد الدالاتي بهذا الموقف، واصفًا إياه بـ “الوطني والمسؤول”، ودعا كافة المرجعيات الدينية والاجتماعية إلى اتخاذ مواقف مشابهة تساند الأمن والاستقرار.
في ختام البيان الأمني، وجّه العميد الدالاتي نداءً مباشرًا إلى قادة الفصائل والمجموعات المسلحة في المدينة، مطالبًا إياهم بوقف أي أعمال من شأنها عرقلة دخول القوات النظامية، وتسليم أسلحتهم للجهات المختصة حفاظًا على السلم الأهلي.
وأضاف: “أي تصعيد سيُواجه بالحزم اللازم… ونعوّل على وعي أبناء المحافظة ومرجعياتهم الروحية والاجتماعية لتجاوز هذه المرحلة بأقل الخسائر”.
ويأتي هذا التصعيد، عقب مواجهات عنيفة اندلعت بين فصائل محلية وبعض مجموعات من عشائر البدو، ما أدى إلى مقتل أكثر من 30 شخصًا، بينهم عدد من المدنيين، وإصابة العشرات بجروح متفاوتة، إضافة إلى استشهاد 18 عنصرًا من الجيش السوري، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع.