تجدد الاشتباكات في السويداء.. والشرطة العسكرية تلاحق اللصوص

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

ذكر مراسل “سوريا 24” أن الاشتباكات تجددت عصر اليوم الثلاثاء في الجهة الشرقية من مدينة السويداء، بعد تقدم مجموعات مسلحة وتمركزها في محيط دوار العنقود، بالتزامن مع تنفيذ الطيران الإسرائيلي عدة غارات استهدفت مواقع عسكرية في المدينة ومحيطها، ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من عناصر الجيش والأمن السوري.

وفي وقت سابق من صباح اليوم، أعلنت وزارة الدفاع السورية وقفاً تاماً لإطلاق النار في محافظة السويداء بعد اتفاق مع وجهاء وأعيان المدينة، تزامناً مع دخول قوات الأمن الداخلي إلى مركز المدينة وانتشار وحدات الشرطة العسكرية لضبط الأمن ومنع عمليات النهب التي طالت ممتلكات المدنيين خلال الأيام الماضية.

وأكد مصدر في الشرطة العسكرية لمنصة “سوريا 24” أن العناصر بدأت بجمع المسروقات من سيارات وأغراض خاصة بهدف إعادتها إلى أصحابها وفق الإجراءات القانونية، داعياً كل من تعرض للسرقة إلى مراجعة النقاط الأمنية مصطحباً الوثائق اللازمة.
من جهته، أوضح العميد أحمد الدالاتي، قائد الأمن الداخلي في السويداء، أن الدخول إلى المدينة تم بالتنسيق مع الفعاليات الدينية والفصائل المحلية، مشيراً إلى أن الهدف الرئيسي هو إنهاء حالة الفوضى التي نجمت عن انتشار مجموعات مسلحة غير منضبطة أعاقت عمل المؤسسات الرسمية.

وأضاف الدالاتي أن وجود قوات الأمن الداخلي بين السكان يأتي لضمان حماية المدنيين والحفاظ على السلم المجتمعي، مؤكداً إصدار تعليمات صارمة لعناصره بتأمين الممتلكات العامة والخاصة ومنع التجاوزات تحت أي ظرف.

كما أشار إلى أن المرحلة القادمة ستشهد لقاءات مع مختلف الفعاليات في المدينة لوضع آلية متكاملة لإدارة السويداء وتأمينها، ضمن رؤية تعتبر المحافظة جزءاً أصيلاً من الدولة السورية جغرافياً واجتماعياً، في مسار يهدف إلى إعادة الاستقرار وتعزيز الثقة بالمؤسسات الرسمية.

بدورها، أكدت الأمانة العامة للشؤون السياسية على لسان مديرها محمد كحالة أن عودة مؤسسات الدولة إلى السويداء لا تُعد إجراء أمنياً فحسب، بل تمثل خطوة استراتيجية نحو تثبيت السيادة الوطنية التي لا تقبل التجزئة، وإعادة الحياة الطبيعية إلى المحافظة، موضحاً أن حضور الدولة الكامل في الجغرافيا السورية هو شرط أساسي لأي تنمية أو أمن، وأن السويداء مؤهلة للانطلاق نحو الإعمار بالشراكة مع أبنائها. وشدد كحالة على أن الدولة لن تسمح بقيام أي مشروع سياسي أو أمني خارج سلطتها على أي شبر من الأرض السورية.

وفي السياق ذاته، رحب الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط بإعلان وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة وقف إطلاق النار، معتبراً أن هذه الخطوة تصب في مصلحة الاستقرار، وداعياً إلى تسليم السلاح المنفلت إلى الدولة ووقف كل أشكال التحريض.

وحذر جنبلاط من الاعتماد على إسرائيل، قائلاً إنها لا تسعى لحماية أحد بل إلى تأجيج الفوضى، مشدداً على ضرورة التوصل إلى حل شامل في السويداء تحت مظلة الدولة السورية.

في المقابل، تحدث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي عن تجاوزات ارتكبها بعض عناصر القوات الحكومية التي دخلت المدينة، من بينها السرقة وحرق المنازل والتلفظ بعبارات تمس كرامة المدنيين، إضافة إلى تناقل ناشطين لمقطع فيديو يظهر جثث عدد من الرجال في مضافة الرضوان، يُعتقد أنهم تمت تصفيتهم من قبل القوات الحكومية خلال تقدمها في المدينة.
وفي تطور ميداني متزامن، شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات على مواقع عسكرية في محافظة درعا، وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الهجمات استهدفت دبابات تابعة للجيش السوري في بلدة إزرع، في تصعيد لافت تزامن مع التوترات الداخلية. ونتيجة هذه الغارات، أفاد مراسل “سوريا 24” بأن المستشفى الوطني في مدينة درعا نفد من الأسرّة بعد وصول أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، ما استدعى تحويل المصابين إلى مشافٍ خاصة وسط مناشدات عاجلة للكوادر الطبية للتوجه إلى المستشفيات ودعم القطاع الصحي الذي يواجه ضغطاً غير مسبوق.

مقالات ذات صلة