أخترين حلب: خدمات مقبولة ومطالب بزيادة دعم القطاع الزراعي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تشهد مدينة أخترين في ريف حلب الشمالي تحسنًا نسبيًا في الواقع الخدمي بعد تحريرها، إلا أن التحديات لا تزال حاضرة على أكثر من صعيد، لا سيما في ملفي النظافة والفرص الاقتصادية.

وقال محمود المحمد، من سكان المدينة، لمنصة سوريا 24 إن الوضع الخدمي مقبول إلى حد ما مقارنةً بمناطق أخرى تم تحريرها حديثًا، لكنه أشار إلى ضعف كبير في خطوط الكهرباء يؤدي إلى انقطاعات متكررة، إضافة إلى غلاء في التسعيرة لا يتناسب مع دخل معظم السكان.
كما أوضح أن المدينة تعاني من شح في المياه، مما ينعكس سلبًا على النشاط الزراعي الذي يُعد مصدر دخل رئيسيًا لمعظم الأهالي، مؤكدًا في الوقت نفسه تراجع مستوى النظافة وانتشار القمامة في بعض الشوارع، ما يهدد بظهور أمراض جلدية في حال استمرار الإهمال.

من جانبه، وصف صالح مصطفى النايف الوضع المعيشي في أخترين بـ”الصعب”، وذلك في ظل غلاء الأسعار وقلة فرص العمل، مشيرًا خلال حديثه لمنصة سوريا 24 إلى أن عددًا كبيرًا من الأهالي لم يعودوا إلى البلدة لهذا السبب.
وأضاف أن السكان يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة، مثل العدس والشعير، إضافة إلى البطاطا في الزراعة المروية، إلا أن قلة الأمطار هذا الموسم تسببت في انخفاض الإنتاج، وهو ما أدى إلى ركود واضح في الأسواق.

وفيما وصف الواقع التعليمي بأنه مقبول إلى جيد، شدد على أن الوضع الصحي لا يزال دون المطلوب، مع وجود شكاوى من سوء معاملة الكوادر في بعض المراكز الطبية، رغم توفر مستوصف ومشفى للنسائية والتوليد.

رئيس المجلس المحلي: تحسّن في البنية التحتية وتحديات في الزراعة والخدمات الصحية

إلى ذلك، أعلن أحمد حبو، رئيس مجلس مدينة أخترين، أن المدينة شهدت تحسنًا ملحوظًا في بعض جوانب الواقع الخدمي بعد التحرير، خاصة على مستوى البنية التحتية. وقال في تصريح خاص إن أبرز ما تم إنجازه هو تعبيد الطرقات، تبحيصها، وإنارة الشوارع، ما ساهم في تسهيل حركة السكان وتنقلاتهم.
وفيما يتعلق بقطاع الكهرباء، أشار حبو إلى أن الوضع “جيد نسبيًا”، لكنه لا يزال بحاجة إلى دعم تشغيلي إضافي وألواح طاقة كهربائية لتأمين الاستقرار في التغذية، خاصة في فترات الذروة. أما بالنسبة للمياه، فأوضح أن المدينة تعاني من ضعف في الموارد، ما يستدعي استثمارًا في المصادر الجوفية وشبكات الضخ والتوزيع.
وعن ملف الصرف الصحي والنظافة العامة، لفت إلى وجود نقص في أغطية الريكالات وشوايات تصريف المياه، مع حاجة ملحّة إلى حاويات قمامة إضافية للحفاظ على البيئة والصحة العامة.
وفيما يخص قطاع التعليم، قال رئيس المجلس إن عددًا كبيرًا من المدارس تم ترميمها، وتم تأمين كوادر تعليمية مؤهلة، ما يجعل الوضع التربوي في المدينة مستقرًا.
وفي الملف الصحي، أكد حبو وجود مشفى متخصص في غسيل الكلى والأمراض الداخلية والأطفال، يخدم المدينة وعددًا من القرى المجاورة، إلى جانب عدد من المراكز الصحية. لكنه شدد في الوقت نفسه على أن القطاع الصحي بحاجة إلى توسيع في التخصصات الطبية، خاصة مع ارتفاع الطلب على الخدمات في المنطقة.
أما على صعيد القطاع الاقتصادي، فقد أشار حبو إلى أن المدينة شهدت انتعاشًا تجاريًا نسبيًا بعد التحرير، حيث تم تنظيم حركة الواردات والصادرات وضبط الأسعار بما ينسجم مع حاجات السوق المحلي، لكنه أوضح أن هناك حاجة لتوسيع نطاق المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لا سيما في قطاعي الزراعة والصناعة المحلية.

وفي الشأن الزراعي، قال رئيس مجلس المدينة إن أبرز المحاصيل التي تشتهر بها المنطقة تشمل الشعير، العدس، الحمص، الفول، والخضروات، مشيرًا إلى أن بعض المزارعين تلقوا دعمًا بالبذار، الأسمدة، والمحروقات، فيما حصل البعض الآخر على دعم جزئي فقط. كما نوه إلى أن المنطقة تفتقر إلى المياه الجوفية، وتعتمد على عدد محدود من الآبار البحرية، ما ينعكس سلبًا على الإنتاج.
وأكد حبو أن الحكومة السورية استلمت القمح من المزارعين بسعر جيد، لكن باقي المحاصيل لا تزال تُسوّق بشكل محلي دون منظومة تصريف فعالة. كما حذر من أن بعض القرى المجاورة، مثل تل جيجان والمشرفة وطعانهم، لا تزال تعاني من وجود ألغام ومخلفات حربية تعيق التوسع الزراعي.
وفي ختام حديثه، دعا أحمد حبو إلى ضرورة دعم القطاع الزراعي من خلال تأمين قنوات مياه، بذار، أسمدة، وقروض مالية، إلى جانب إنشاء سوق شعبي متكامل، وأكد وجود خطة مستقبلية لإعادة تأهيل البنى التحتية تشمل وحدة المياه ومشروع الصرف الصحي وزراعة الأشجار الحراجية.

أخترين والثورة السورية

منذ انطلاق الثورة السورية في عام 2011، كانت مدينة أخترين في ريف حلب الشمالي من أوائل البلدات التي شاركت في الحراك الشعبي ضد النظام، عبر مظاهرات سلمية طالبت بالحرية والعدالة.

وخضعت المدينة لعدة تحولات ميدانية. في البداية، سيطرت عليها فصائل المعارضة، ثم وقعت تحت سيطرة تنظيم “داعش” بين عامي 2014 و2016، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية والخدمية. في أكتوبر 2016، استعادت فصائل “الجيش الوطني السوري” المدعومة من تركيا السيطرة على المدينة ضمن عملية “درع الفرات”، لتدخل بعدها أخترين مرحلة جديدة من الحكم المحلي والإدارة المدنية.

ومنذ ذلك الوقت، تعمل المجالس المحلية والمنظمات على إعادة تأهيل البنية التحتية وتحسين الخدمات، رغم التحديات الأمنية والتنموية. وعلى مدار السنوات، بقيت أخترين وفية لخط الثورة، حيث شهدت مظاهرات متكررة في مناسبات مفصلية، عبّر فيها الأهالي عن تمسكهم بأهداف الثورة. ومع سقوط النظام البائد في كانون الأول/ ديسمبر، يطمح الأهالي بدفع عجلة التنمية في المدينة نحو الأمام.

مقالات ذات صلة