بيان رئاسي وتشديد دولي على التهدئة في السويداء وسط تصعيد أمني وعسكري

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

في ظل التصعيد الأمني والعسكري المتسارع في محافظة السويداء جنوب سوريا، أصدرت رئاسة الجمهورية العربية السورية بيانًا رسميًا أكدت فيه حرص الدولة على صون الحقوق، وحقن الدماء، وضمان انتظام مؤسساتها.
ودعت كافة الجهات العامة والخاصة، المدنية والعسكرية، إلى “منع أي شكل من أشكال التجاوز أو الانتهاك تحت أي مبرر كان”، مشددة على ضرورة الالتزام بالقانون.
كما كلفت الرئاسة الجهات الرقابية والتنفيذية المختصة باتخاذ “إجراءات قانونية فورية بحق كل من يثبت تجاوزه أو إساءته، مهما كانت رتبته أو موقعه”.

في السياق ذاته، أصدرت وزارة الخارجية السورية بيانًا أدانت فيه بشدة الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مناطق في الجنوب السوري، وأسفر عن استشهاد عناصر عسكرية وأمنية ومدنيين أبرياء.
وأكدت الخارجية أن هذا العدوان يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا وخرقًا للقانون الدولي، محملة إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تبعاته، وداعية الأمم المتحدة ومجلس الأمن إلى إدانة هذا الاعتداء.
كما شددت على حق سوريا المشروع في الدفاع عن أرضها وشعبها، مع التأكيد على أهمية التماسك الوطني، خاصة بين أبناء الطائفة الدرزية، ورفض أي محاولات لتقسيم البلاد أو زعزعة استقرارها.

من جهتها، عبّرت لجنة الأمم المتحدة للتحقيق بشأن سوريا عن قلقها البالغ من تصاعد العنف في السويداء، معتبرة أن الحكومة السورية مسؤولة عن حماية حقوق الإنسان.
ودعت اللجنة إلى “وقف فوري للعنف، وتسهيل مرور المدنيين، وتأمين ممرات آمنة وإيصال الدعم الإنساني”، مشيرة إلى فتح تحقيق بشأن انتهاكات مزعومة، وأبدت قلقها كذلك من الضربات الجوية الإسرائيلية في الجنوب.

كما رحبت وزارة الخارجية الأردنية بقرار الحكومة السورية وقف إطلاق النار في السويداء، واعتبرته خطوة إيجابية لحماية المدنيين وتهدئة التوتر.
وأكدت عمان ضرورة فرض سيادة القانون وممارسة الدولة السورية سلطتها على كافة أراضيها، مجددة دعمها لجهود إعادة إعمار سوريا وفقًا لأسس الأمن والاستقرار والسيادة الكاملة.

وفي موقف لافت، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن ارتياحها تجاه الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية لتعزيز الأمن والاستقرار، والحفاظ على السلم الأهلي.
وأكدت المملكة أهمية بسط سيادة الدولة السورية على كامل أراضيها، بما يحقق وحدة البلاد وتطلعات الشعب السوري، كما دانت الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، ووصفتها بانتهاك صارخ للقانون الدولي وللاتفاقات الدولية.
ودعت الخارجية السعودية المجتمع الدولي إلى الوقوف إلى جانب سوريا، ومساندتها في وجه هذه الاعتداءات، والعمل على منع التدخلات الخارجية التي تهدد أمنها واستقرارها.

وفي هذا السياق، أعلن توماس باراك، المبعوث الأمريكي إلى سوريا، عبر منصة X، أن بلاده “منخرطة بنشاط مع جميع الأطراف في سوريا، من الدروز والقبائل البدوية إلى الحكومة السورية والقوات الإسرائيلية”، بهدف التوصل إلى حل شامل.
وعبّر عن قلق واشنطن من الاشتباكات الأخيرة في السويداء، مؤكدًا أن “التضليل وضعف التواصل” يمثلان تحديًا كبيرًا أمام جهود التهدئة، وأشار إلى “محادثات مباشرة ومثمرة” تجريها الولايات المتحدة لدفع الأطراف نحو الاندماج السلمي.

في الوقت ذاته، أصدرت وزارة الخارجية التركية بيانًا دانت فيه “التدخلات الإسرائيلية في جنوب سوريا باستخدام القوة العسكرية”، داعية إلى “الوقف الفوري للهجمات”، ومؤكدة أن “تحقيق الاستقرار يصب في مصلحة الشعب السوري وكل دول الجوار”، مع التشديد على دعم الخطوات التي تتخذها الدولة السورية لترسيخ الأمن والسيادة.

وفي تطور ميداني متزامن، أعلن الجيش الإسرائيلي أن “عشرات المواطنين الإسرائيليين عبروا السياج الحدودي قرب مجدل شمس باتجاه الأراضي السورية”، مشيرًا إلى أنه يعمل حاليًا على إعادتهم، دون الإفصاح عن دوافع العبور، وسط تصعيد إسرائيلي متواصل في المنطقة.

وبين الرسائل السياسية والتوترات الميدانية، تبقى محافظة السويداء في عين العاصفة، وسط إجماع دولي متنامٍ على ضرورة التهدئة، وضمان حماية المدنيين، ودعم مسار سياسي يراعي وحدة سوريا واستقرارها.

مقالات ذات صلة