أهالي الحجر الأسود ومخيم اليرموك يطالبون بمحاسبة المتورطين في هدم منازلهم وسرقة الحديد منها

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

لا يزال آلاف المهجّرين من أبناء مخيم اليرموك والحجر الأسود جنوب دمشق يعيشون مرارة الفقد والتشرد، بعدما حُرموا من منازلهم التي لم تُدمّر بالكامل خلال سنوات الحرب، بل تم استهدافها لاحقًا بما وصفوه بـ”الهدم الممنهج والطمع المنظم”، عبر آليات ثقيلة ونقّارات استُخدمت في تدمير أبنية سليمة بهدف سرقة الحديد وبيع مخلفات المنازل.

يروي الأهالي، ممن تواصلوا مع منصة “سوريا 24”، مشاهداتهم الميدانية عن الطريقة التي جرى بها هدم أحياء بكاملها، وعلى رأسها حي “الثامن من آذار” الملاصق لحي الجزيرة في الحجر الأسود، حيث كانت عمليات “التعفيش” تنشط لسنوات، إلى أن تحوّلت لاحقًا إلى هدم منظم، شاركت فيه شخصيات محلية ومسؤولة، وفق الشهادات، دون محاسبة حتى اليوم.

“ما لم تُدمّره الحرب… دمرته النقّارات”

يقول أحمد عيسى، من أهالي المنطقة، إن العديد من الأبنية في الحجر الأسود ومخيم اليرموك لم تكن متصدعة أو مهددة بالسقوط، وكان بإمكان أصحابها ترميمها والعودة إليها. لكن دخول الآليات الثقيلة والنقّارات إلى المنطقة، وقيامها بهدم الأبنية عمدًا، أجهز على ما تبقى من أمل بعودة آلاف الأسر إلى منازلهم.

وبحسب شهادة المواطن عباس إبراهيم أيضًا، وهو أحد سكان الحي، فإن “الذين كانوا يقفون وراء هذه الجرائم معروفون، ومنهم رئيس البلدية السابق خالد خميس، إضافة إلى شخص يُدعى محمد عكاش، المعروف محليًا باسم ساميز ساميز، الذي وصل به الأمر إلى هدم سقف مسجد البراء في حي الجزيرة بالحجر الأسود”.

الهدم لم يكن عشوائيًا… بل مقصودًا

أفاد سكان الحي لمنصة “سوريا 24” بأن عملية الهدم لم تكن نتيجة قرارات هندسية أو تقارير فنية تثبت وجود خطر، بل كانت تتم بلا رقابة أو إشراف، وتسببت في تدمير مبانٍ سليمة بالكامل. يروي أحدهم: “كانوا يضربون مبنى بالنقّارة، فيتأثر المبنى المجاور، حتى لو لم يكن فيه أي ضرر، وحين يعود صاحبه يُفاجأ بأنه مهدوم، ويُقال له إن المبنى كان مهددًا بالسقوط، وهي حجة واهية”.

ويُضيف أحد الشهود أن عمليات الهدم “تشبه ما فعله المغول في المدن التي اجتاحوها، لم يتركوا شيئًا على حاله”.

غياب القانون واستمرار الجناة في المنطقة

رغم مرور سنوات على هذه الحوادث، لا يزال المتورطون في سرقة الحديد وعمليات الهدم الممنهج موجودين في المنطقة دون أي مساءلة قانونية. ويؤكد الأهالي أنهم تقدموا بشكاوى عدة إلى الجهات الرسمية، لكنهم لم يجدوا قضاءً ولا قانونًا ينصفهم، وسط تجاهل واضح من السلطات لمطالبهم.

ويطالب السكان وزارة الداخلية في حكومة النظام السوري بفتح تحقيق شفاف في هذه الانتهاكات، والتحري عن المتعهدين والجهات التي وقفت خلف إدخال الآليات الثقيلة وهدم المنازل، وخصوصًا في مناطق قوس القدم ومحيطها، حيث شوهدت آليات تُسحب بعد انتهاء عمليات الهدم.

اختلاف في التعاطي بين الحجر واليرموك

رغم أن مخيم اليرموك شهد بدوره عمليات هدم جزئية، إلا أن بعض الأهالي يميزون بين ما جرى هناك وبين ما حصل في الحجر الأسود. فوفق الشهادات، فإن المخيم لم يشهد نفس الدرجة من “العشوائية والهمجية” في تدمير الأبنية، كما أن بعض سكانه كانوا متعاونين أو صامتين، فيما “كان أهالي الحجر الأسود يحتجون بشكل دائم، ويتواصلون مع المعنيين، لكن دون جدوى”.

مقالات ذات صلة