نزحت مئات العائلات من السويداء إلى محافظة درعا، على خلفية التوترات الأمنية الأخيرة وتهديدات الميليشيات المحلية.
قال محافظ درعا، أنور الزعبي، في تصريحات صحفية: طلبنا ممرات آمنة للنازحين الذين يريدون الخروج من السويداء، وأنّ العوائل الدرزية وعشائر البدو نزحوا من السويداء، وأنّ عدد النازحين تجاوز 2500 عائلة.
وتابع: حالة نزوح كبيرة تشهدها درعا، والجهات الحكومية استنفرت بعد النزوح من السويداء.
ظروف إنسانية صعبة استجابة طارئة من السلطات المحلية
وبحسب شهادات متقاطعة من نازحين تحدثوا لـ«سوريا 24»، فإن الخروج تم بشكل مفاجئ، دون أن يتمكن العديد منهم من أخذ أي من ممتلكاتهم، فيما أشار بعضهم إلى قيام مجموعات مسلحة بحرق منازلهم بعد مغادرتهم.
وفي إطار الاستجابة الطارئة، أعلن محافظ درعا، السيد أنور طه الزعبي، تشكيل لجنة طوارئ لتنسيق جهود الإغاثة بالتعاون مع المنظمات الإنسانية والمجتمع المحلي.
وقد بدأت اللجنة فعليًا بتقديم المساعدات الأساسية، من مواد غذائية وغير غذائية، في ظل ظروف إنسانية صعبة، خاصة مع الاكتظاظ في مراكز الإيواء، حيث تشترك أحيانًا أكثر من عائلة في غرفة صفية واحدة.
وبحسب مراسل منصة سوريا 24، فإن أبرز نقاط الاستقبال كانت بلدة غصم، حيث تم تجهيز مدرستين كمراكز إيواء استقبلت قرابة 30 عائلة، وُزعت عليهم الفرش والبطانيات ومستلزمات النوم، إلى جانب وجبات غذائية ومياه صالحة للشرب.
مبادرات شعبية لدعم النازحين
الاستجابة لم تقتصر على الجهات الرسمية، إذ أطلقت المجتمعات المحلية مبادرات تطوعية لجمع التبرعات وتقديم الدعم.
وعبّر أهالي درعا عن تضامنهم مع المهجرين، وأنهم “ضيوف كرام” في المحافظة، وسط جهود واضحة للتخفيف من معاناتهم رغم ضعف الإمكانات.
ووفق ما نشرته الصفحة الرسمية لمحافظة درعا على موقع فيسبوك، شملت المناطق التي استقبلت العائلات النازحة كلاً من: بصرى، جمرين، غصم، معربة، السهوة، المسيفرة، الغارية الشرقية، المليحة الشرقية، رخم، الحراك، خربة غزالة، إزرع، بصر الحرير، ناحتة، أم ولد، بالإضافة إلى بلدات أخرى تشهد تنقلاً مستمرًا للعائلات بحسب تطورات الوضع الميداني.
اختفاء مسؤول في الخوذ البيضاء أثناء مهمة إنسانية
إلى ذلك، أعلن الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) اختفاء رئيس مركز استجابة طارئة في المنظمة، حمزة العمارين، أثناء مهمة إجلاء لفريق من الأمم المتحدة في مدينة السويداء.
وقال الدفاع المدني السوري في بيان صادر عنه اليوم الجمعة: العمارين كان يقود سيارة تابعة للمنظمة ويرتدي اللباس الرسمي، حين أوقفه مسلحون محليون في منطقة دوار العمران واقتادوه إلى مكان مجهول، وسيدة كانت برفقته أكدت الواقعة، وتمت سرقة السيارة أيضًا.
وأضاف: تواصلت الخوذ البيضاء مع أحد الأشخاص عبر هاتف العمارين أمس الخميس، وأكد أنه “بخير”، دون معلومات إضافية، ولم يُجب لاحقًا على أي اتصال، وحمّلت المنظمة الفصائل المحلية المسيطرة على المدينة المسؤولية الكاملة، وطالبت بالإفراج الفوري عنه.
وفي السياق ذاته، أكد الدفاع المدني أن الاعتداء على العاملين الإنسانيين يمثل انتهاكًا خطيرًا، يعرّض حياة المدنيين للخطر ويعرقل العمل الإغاثي في وقت حساس.
مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية
ومن المرجح أن تتفاقم الأوضاع الإنسانية في ظل تصاعد التوترات الأمنية في المحافظة، وسط مخاوف من ارتفاع أعداد النازحين القادمين من مناطق النزاع، وسط مطالبات بتوفير ممرات إنسانية آمنة لهم، وتقديم الدعم الإغاثي.