تتكامل جهود الجهات الحكومية والطبية والإنسانية في سوريا لمواجهة تداعيات الأحداث المتسارعة التي تعصف بمحافظة السويداء.
وأسفرت المواجهات المستمرة حتى مساء الخميس 17 تموز/يوليو عن مقتل 260 شخصاً وإصابة 1698 آخرين، منهم 425 حالة حرجة، وفقًا لبيان رسمي صادر عن وزارة الصحة السورية.
استجابة طبية منذ اليوم الأول
منذ اندلاع الأحداث، كانت وزارة الصحة السورية حاضرة ميدانيًا، حيث فعّلت خطة طوارئ صحية شاملة شملت سيارات إسعاف، أدوية، وحدات دم، وطواقم طبية متخصصة، بحسب ما أكده الوزير مصعب النزال في تغريدة على حسابه في منصة “X”، شدد فيها على أن الوزارة تتحرك “انطلاقًا من واجبها المهني والوطني”، مضيفًا: “لن نتوقف؛ فهذا واجبنا، وهذا وعدنا”.
وبالرغم من العراقيل الميدانية التي واجهت الفرق الطبية، أكد الوزير أن الجهود مستمرة، قائلًا:
“تمت إعاقتنا عن الوصول، ونحن ننتظر الفرصة”.
وقد نقلت سيارات الإسعاف 1022 مصابًا إلى مشافٍ متخصصة في محافظتي دمشق ودرعا، في وقت تم فيه رفع الجهوزية في جميع المحافظات السورية تحسبًا لأي تطورات إضافية.
قافلة إنقاذ تنتظر “ممرًا آمنًا”
ورغم الجاهزية الكاملة، لا تزال قافلة طبية مكونة من 20 سيارة إسعاف وفرق متخصصة تنتظر الدخول إلى السويداء بعد تعذر وصولها بسبب القصف المتواصل.
وزارة الصحة شددت على أن التنسيق قائم مع مديريات الصحة في السويداء ودرعا ودمشق لنقل المصابين ومتابعتهم.
وفي سياق متصل، وجّهت الوزارة شكرًا وتقديرًا للطواقم الطبية والمنظمات والمجتمعات المحلية على جهودهم “المخلصة”، مؤكدة استمرار أداء الواجب الوطني “رغم التحديات”.
الهلال الأحمر: في قلب المعركة الإنسانية
على الأرض، كان الهلال الأحمر العربي السوري حاضرًا بفاعلية من خلال متطوعيه في السويداء، حيث عملوا دون انقطاع على مدى خمسة أيام متواصلة لتوفير الإسعافات الأولية والرعاية الصحية للمصابين، بالإضافة إلى نقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات، وسط ظروف بالغة الخطورة.
وأكدت غرفة عمليات الهلال الأحمر أنها لا تزال تستقبل البلاغات الطارئة عبر الرقم 133، ما يشير إلى استمرار تدفق الحالات مع تزايد الأوضاع الميدانية سوءًا.
الدفاع المدني: إجلاء أكثر من 250 عائلة
من جهته، أعلن الدفاع المدني السوري عن إجلاء أكثر من 250 عائلة من السويداء وريفها حتى يوم الخميس، وتأمين وصولها إلى الجهات التي اختارتها أو مراكز الإيواء، وذلك ضمن غرفة عمليات الاستجابة الإنسانية الطارئة التي أنشأتها وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث لتوفير الحماية والمأوى للنازحين.
قافلة للشؤون الاجتماعية تنتظر الدخول
أما على صعيد الدعم الاجتماعي والإغاثي، فقد أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية هند قبوات استعداد الوزارة لإدخال قوافل إنسانية وصحية إلى المحافظة، وقالت في تصريح لها: “نأمل أن نكون مع أهالي السويداء في هذا الوقت الصعب لإيصال المساعدات، لكن الطيران الإسرائيلي هو من يحول بيننا وبينهم، حيث يتم استهداف كل ما يتحرك صوب المدينة”.
وشددت على أن الوزارة تنسق حاليًا مع وزارة الداخلية لبحث سبل تأمين الطريق بما يضمن سلامة القوافل والمساعدات.
وأمس الجمعة، أفاد مراسل منصة سوريا ٢٤ في الجنوب السوري أن محافظ درعا أنور طه الزعبي شكّل لجنة طوارئ لتقديم ما يلزم للمهجرين من محافظة السويداء.
وأوضح مراسلنا أن هدف اللجنة أيضًا تنسيق جهود المنظمات والمجتمع المحلي في تقديم الاحتياجات وتأمين المأوى.
وتجاوز عدد العائلات المهجرة من محافظة السويداء أكثر من ألفي عائلة غادرت السويداء عقب الاعتداءات التي تعرضت لها عشائر البدو من قبل مجموعات خارجة عن القانون.
وأعلنت رئاسة الجمهورية العربية السورية، فجر اليوم السبت، وقفًا شاملًا وفوريًا لإطلاق النار، داعيةً جميع الأطراف دون استثناء إلى الالتزام الكامل بالقرار ووقف كافة الأعمال القتالية.