تأهيل جسر الرستن: خطوة لدعم السكان العائدين إلى مناطقهم

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

بدأ فريق الدفاع المدني السوري تنفيذ مشروع حيوي جديد لإعادة تأهيل جسر الرستن الواقع في ريف حمص الشمالي، وذلك بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وبتمويل من صندوق الأمم المتحدة الإنساني لسوريا (SHF)، وبالتنسيق مع وزارة الأشغال العامة السورية.

ويأتي المشروع استجابة للأضرار الجسيمة التي لحقت بالجسر نتيجة غارات جوية روسية في ديسمبر/كانون الأول 2024، والتي أدت إلى خروجه عن الخدمة بشكل كامل.

مشروع حيوي وسط تزايد السكان

وقال عبد الرزاق الخطيب، مدير المشروع من قبل الدفاع المدني السوري في حديث لمنصة  سوريا ٢٤، إن إعادة تأهيل جسر الرستن تُعد من المشاريع الحيوية التي تهدف إلى “إعادة الحياة إلى البنية التحتية المتضررة، وتحسين التنقل والخدمات لسكان المنطقة، لاسيما مع تزايد أعداد السكان والعائدين في السنوات الأخيرة”.

جدول زمني مدروس لإنجاز المشروع

وأوضح الخطيب أن العمل يجري وفق خطة تنفيذية زمنية محددة تستغرق 200 يوم عمل تقويمي، على أن يكتمل المشروع في نهاية كانون الأول/ديسمبر 2025، مشيراً إلى أن مدة التنفيذ تأخذ بالحسبان عدة تحديات، من بينها:

– حجم الضرر الإنشائي في الدعائم والعوارض الحاملة للجسر.

– صعوبة تأمين المواد الفنية في بعض المناطق المتضررة.

– الاعتبارات الأمنية واللوجستية المحيطة بموقع العمل.

وأكد أن فرق العمل دخلت حالياً مرحلة تدعيم الهياكل وإعادة إنشاء الأجزاء المتضررة، مع الالتزام بالحفاظ على السلامة الهيكلية العامة للجسر.

تطوير شامل يتناسب مع المتطلبات الحديثة

وبحسب القائمين على المشروع، لن تقتصر الأعمال على الترميم فقط، بل ستتضمن عملية تطوير شاملة للجسر تشمل:

– إعادة تغطية الأسطح بطبقات إسفلتية جديدة مقاومة للعوامل الجوية.

– تركيب حواجز معدنية وفق المعايير الدولية لزيادة السلامة.

– تحسين نظام التصريف المطري لتجنب تراكم المياه.

– تركيب إنارة شمسية ذكية لتحسين الرؤية ليلاً والحد من الحوادث.

خطة طوارئ بديلة لحين الانتهاء

وحول الإجراءات المتخذة في حال حدوث أي طارئ أو انقطاع جديد في الجسر، أشار الخطيب إلى وجود خطة طوارئ مرورية رديفة، تم إعدادها بالتنسيق مع وزارة الأشغال وشرطة المرور، وتشمل تحويل السير إلى معابر بديلة مؤقتة، تم إنشاؤها على ضفاف نهر العاصي، لتفادي أي توقف في حركة النقل بين الشمال والجنوب السوري.

الجسر بحاجة للتعزيز لمواكبة حركة السير الحديثة

ويُعد جسر الرستن من الجسور القديمة التي تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، وقد صُمم حينها لتحمل حمولات أخف بكثير من الواقع الحالي.

وأكد الخطيب على أنه “رغم الأضرار التي لحقت به، إلا أن الهيكل الأساسي لا يزال صالحاً”، حيث أظهرت الفحوصات الهندسية أن الأعمدة الرئيسة لم تنهار، ويتم حالياً تقويتها وإصلاح الجوائز الطولية لتناسب متطلبات حركة السير الكثيفة والحديثة.

الجسر شريان حياة

من جانبه، قال إبراهيم ياسين، أحد سكان ريف حمص الشمالي في حديث لمنصة  سوريا ٢٤، إن استهداف الجسر وسد الرستن القريب منه تم قبل يوم من إعلان تحرير سوريا في نهاية 2024، حيث تعرضت المنطقة لغارات عنيفة من الطيران الروسي.

وأدت تلك الضربات إلى تشقق سطح الجسر وتضرر أحد أعمدته الرئيسية، مما جعل المرور عليه خطيراً، إذ تقلص عدد المسارات إلى مسرب واحد، وزادت الحوادث المرورية.

مشروع استراتيجي لإعادة الربط بين الشمال والجنوب

ويهدف المشروع إلى إعادة ربط شمال سوريا بجنوبها، وتعزيز الحركة التجارية والخدمية، إضافة إلى دعم السكان العائدين وتسهيل وصولهم إلى الخدمات الأساسية كالمراكز الصحية والمدارس والأسواق.

ويُعد جسر الرستن من البنى التحتية الاستراتيجية في المنطقة، وقدرته على العمل من جديد تعني تسهيلاً حقيقياً لحركة آلاف المركبات والبضائع يومياً، في وقت ما تزال فيه مناطق واسعة من البلاد تعاني من تراجع في الخدمات وانهيار بالبنية التحتية

مقالات ذات صلة