رغم المطالبات المستمرة منذ سنوات، لا يزال حي حلكو، أحد الأحياء السكنية الكبيرة في مدينة القامشلي، يعاني من تدهور حاد في البنية التحتية، لا سيما على مستوى الطرقات الفرعية، التي لم تشهد حتى اليوم أي أعمال تزفيت أو تأهيل. هذا الواقع المزمن ينعكس سلبًا على حياة السكان اليومية، ويزداد سوءًا مع بداية كل فصل شتاء.
الطرقات الترابية تتحول إلى مستنقعات
مع كل هطول للأمطار، تتحول الطرقات الترابية في الحي إلى برك طينية ومستنقعات مياه، تجعل التنقل شبه مستحيل، سواء سيرًا على الأقدام أو باستخدام السيارات. ويفاقم هذا الوضع معاناة الأطفال الذين يضطرون لعبور هذه الطرق للوصول إلى مدارسهم، إضافة إلى العاملين الذين يواجهون صعوبات جمة في الوصول إلى أماكن عملهم.
في هذا السياق، يقول أبو سلمان (40 عامًا)، من سكان الحي، في تصريح لمنصة “سوريا 24”: “نعيش معاناة متكررة كل شتاء بسبب غياب التزفيت عن الطرقات. نطالب فقط بطرق صالحة للسير، تُمكّن أبناءنا من الوصول إلى مدارسهم دون التعرض للمخاطر. لقد تقدّمنا بعدة شكاوى، ولكن دون أي استجابة فعلية من الجهات المعنية.”
مطالبات عديدة واستجابة غائبة
ورغم تقديم السكان شكاوى متكررة ومراجعات رسمية لدى البلدية، إلا أن الاستجابات اقتصرت على وعود غير منفّذة، وزيارات ميدانية لم ينتج عنها أي خطوات عملية. هذا الأمر ترك انطباعًا عامًا لدى الأهالي بأن الحي مُهمّش ولا يحظى بأولوية في الخطط الخدمية.
يؤكد جاسم الرحال (45 عامًا) على هذا الشعور بقوله: “بينما بدأت معظم أحياء القامشلي بمشاريع تزفيت واسعة، بقي حي حلكو خارج هذه المشاريع بشكل غريب، رغم أنه من الأحياء الأكثر حاجة إلى التزفيت. بعض الشوارع في المدينة أعيد تأهيلها رغم أنها بحالة جيدة، أما نحن فما زلنا نعاني من غياب كامل لأي بنية تحتية.”
تفاوت واضح في توزيع الخدمات
سكان الحي يشيرون بوضوح إلى وجود تفاوت في توزيع الخدمات بين الأحياء، حيث يتم تنفيذ مشاريع تزفيت في مناطق لا تعاني من مشاكل حقيقية، في حين تُترك مناطق أخرى مثل حي حلكو دون أي تدخل. ويشدد الأهالي على أن الحي ليس صغيرًا ولا نائيًا، بل يعد من المناطق الحيوية التي تستحق الاهتمام الفوري.
معاناة مستمرة صيفًا وشتاءً
لا تقتصر المشكلة على فصل الشتاء، بل تمتد إلى فصل الصيف حيث تنتشر الحفر الواسعة والغبار الكثيف، مما يسبب مشاكل صحية وبيئية للسكان، ويؤثر سلبًا على نوعية الحياة في الحي. هذا الوضع المتردي جعل من التنقل اليومي تحديًا بحد ذاته.
يُضيف أبو سلمان: “لقد أصبحت هذه المعاناة جزءًا من روتين حياتنا اليومي. نعيش بين مستنقعات شتوية وغبار صيفي، دون أي تدخل فعلي من الجهات المختصة. نطالب بإدراج حي حلكو ضمن مشاريع التزفيت العاجلة، لا أكثر.”
دعوة عاجلة للتحرك قبل الشتاء
ومع اقتراب فصل الشتاء القادم، يعرب السكان عن قلقهم من تكرار السيناريو السنوي المعتاد، حيث تغمر الأمطار الطرقات وتحاصر السكان، ما يدفعهم إلى تجديد مطالبهم بضرورة التحرك الفوري، وإطلاق مشاريع التزفيت قبل فوات الأوان.
تُعبّر سارة (17 عامًا)، طالبة ثانوية، عن هذا القلق بقولها: “نواجه صعوبة بالغة في الوصول إلى المدرسة خلال الشتاء. الطريق من أول الحي إلى آخره يتحول إلى طين، وأحيانًا نضطر للعودة دون دخول الصفوف. نأمل أن تأخذ الجهات المسؤولة مطالبنا على محمل الجد.”
نداء موجه إلى البلدية والإدارة الذاتية
ختامًا، يناشد أهالي حي حلكو البلدية والإدارة الذاتية بضرورة الالتفات إلى واقعهم المعيشي الصعب، والعمل الجاد على إطلاق مشروع تزفيت متكامل للطرق الفرعية في الحي، بما يُنهي سنوات طويلة من الإهمال والتهميش.
السكان لا يطالبون بمشاريع كبرى أو خدمات فاخرة، بل بحق أساسي من حقوقهم المدنية: بنية تحتية تُتيح لهم ولأطفالهم التنقل بكرامة وأمان، صيفًا وشتاءً.