في ظل ارتفاع درجات الحرارة بشكل مطرد، تعاني مناطق ريف طرطوس من موجة حر قاسية تفاقمت معها مشكلات البنية التحتية.
ويعاني الأهالي انقطاع التيار الكهربائي والمياه، إلى جانب ارتفاع نسبة الرطوبة، ما زاد الطوارئ الإنسانية والصحية في المنطقة.
الكهرباء شبه منعدمة والمروحة أصبحت رفاهية
وقدّر عدد الساعات التي يتوفر فيها التيار الكهربائي في معظم بلدات ريف طرطوس بساعتين فقط في الصباح وساعتين في المساء، وهي فترة غير كافية لتبريد المنازل أو حتى تشغيل المراوح والأجهزة الأساسية.
وعبّر أحد الأهالي، أحمد أحمد، في حديث لمنصة سوريا ٢٤، عن معاناته قائلاً: “من يمتلك طاقة شمسية يستطيع تخفيف معاناته من موجة الحر، سواء على صعيد تشغيل المروحة أو توفير المياه الباردة”.
وأضاف: “نسبة الرطوبة المرتفعة توصف بأنها خانقة”، ما يزيد من شعور الاختناق وصعوبة التنفس، خصوصاً لدى كبار السن والأطفال.
الطاقة الشمسية خلاص ولكن بسعر مرتفع
وأشار أحمد إلى أن تكلفة تركيب نظام طاقة شمسية تبلغ نحو 6 ملايين ليرة سورية، وهي مخصصة أساساً لتشغيل البرادات وبعض أنظمة الإنارة.
أما من لا يملك هذه الطاقة، فقد يضطر إلى اللجوء إلى أقاربه أو جيرانه الذين يملكون أنظمة الطاقة الشمسية لمساعدة أسرهم على تبريد المياه أو شحن البطاريات، حسب تعبيره.
انقطاع المياه يفاقم الأزمة
من جانبه، قال علي عبدالله، وهو من سكان إحدى قرى ريف طرطوس، في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “انقطاع الماء والكهرباء وشدة الرطوبة تزيد من المعاناة في ظل موجة الحر”.
وأكد أن الحاجة إلى الاستحمام تتضاعف في مثل هذه الأجواء، لكن توافر المياه أصبح أمراً شبه مستحيل.
وأضاف: “لم نسجل أي حالات إصابة بضربة شمس حتى الآن، لكن الوضع الصحي والمعنوي للأهالي ليس بالجيد جداً”.
الدفاع المدني يحذر: الطقس الحار يهدد الصحة
وفي سياق متصل، أصدر الدفاع المدني السوري بياناً تحذيرياً عبر “الإنذار المبكر للعوامل الجوية”، حذر فيه من مخاطر استمرار الأجواء الحارة، وقدم عدداً من النصائح للوقاية من الإجهاد الحراري والتسمم الغذائي، ومن أبرزها:
نصائح للوقاية من الإجهاد الحراري:
• منع الأطفال وكبار السن من التعرض لأشعة الشمس خلال أوقات الذروة.
• تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، مع التأكيد على تغطية الرأس والأطراف.
• الحرص على شرب كميات كافية من المياه، وارتداء ملابس فضفاضة بلون فاتح.
نصائح للوقاية من التسمم الغذائي:
• التأكد من سلامة الأطعمة ومصادرها، والابتعاد عن الأطعمة الدسمة.
• ضرورة حفظ الأطعمة في درجات حرارة مناسبة، وعدم تركها تحت أشعة الشمس.
ومع استمرار موجة الحر في ريف طرطوس، تتفاقم الأزمة الكهربائية والمائية، ويزداد الاعتماد على الطاقة البديلة كملاذ أخير، رغم ارتفاع تكلفتها.