شابة سورية تُبدع بتحف الإيبوكسي وتحوّل هوايتها إلى مشروع منزلي

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

رغم تحديات الغربة والعودة إلى الوطن وسط ظروف معيشية صعبة، استطاعت “يمنى السيد علي”، الشابة الحلبيّة ذات الـ 25 ربيعًا، أن تحوّل شغفها بصنع قطع فنية من مواد بسيطة إلى مشروع منزلي مزدهر باستخدام فن الإيبوكسي، لتثبت أن الإبداع لا يحتاج إلا لإرادة قوية وقلب يؤمن بالفرص.

من طفولة عاشقة للفن إلى اكتشاف في أرض الغربة

تقول يمنى: “منذ طفولتي كان الفن يسكنني، أحببت الرسم وتشكيل الأشكال من أبسط المواد المتوفرة في البيت”. ومع انتقالها إلى مصر قبل سنوات، البلد الذي تقول عنه “أم الدنيا”، وجدت في وقت الفراغ فرصة ذهبية لتعلّم شيء جديد. هناك، شدّ انتباهها فن “الإيبوكسي”، وبدأت بمتابعة الدروس التعليمية، لتدخل عالمًا واسعًا من الإبداع.

ما هو فن الإيبوكسي؟

الإيبوكسي هو مادة شفافة يتم مزجها مع مادة التصلّب والألوان، وتُستخدم لصناعة مجموعة كبيرة من المنتجات الفنية مثل الصواني، المرايا، الكوسترات، الطاولات، والساعات وغيرها. إلا أن العمل بها يتطلب الحذر، كونها مادة كيميائية يمكن أن تؤثر على التنفّس وتستدعي استخدام كمامات وقفازات. وتُباع المادة بسعر يتراوح بين 12 و18 دولارًا للكيلوغرام.

من الخسارة إلى التميز: البداية كانت شاقة

توضح يمنى: “في البداية لم تنجح محاولاتي، خسرت مواد كثيرة، وأعدت التصنيع أكثر من مرة. لكنني لم أستسلم”. وبينما كانت المنافسة قوية في مصر، عادت لاحقًا إلى سوريا بسبب ظروف خاصة، وجلبت معها أدواتها وموادها، وخصصت غرفة معزولة عن أطفالها لتبدأ مشروعها من جديد.

السوق السورية.. تحديات وفرص

تقول يمنى إنها واجهت صعوبات في توفير المواد والقوالب داخل سوريا، واضطرت لاستيرادها من لبنان، بل وابتكرت بعض القوالب بنفسها بعد مشاركتها في دورة تدريبية لصناعة قوالب السيليكون. ومع تحسّن الوضع وتوفّر المواد محليًا، توسّع مشروعها وأصبح الطلب في تزايد، خاصة مع ميزة التخصيص التي تقدمها لكل قطعة حسب ذوق الزبون.

تفاصيل دقيقة وأرباح محدودة.. لكن الرضا كبير

ورغم الوقت والجهد المطلوبين في صناعة كل قطعة، حيث يتراوح وقت الإنجاز بين 4 و10 أيام، إلا أن يمنى تجد في عملها متعة حقيقية. تقول: “أكثر ما أستمتع به هو صناعة الساعات واللوحات، أحب العمل على القطع الكبيرة رغم دقّتها وصعوبتها”.

أما عن الأرباح، فهي تصفها بأنها متواضعة نسبيًا، حيث تتراوح أسعار القطع حسب نوعها وجودتها. فعلى سبيل المثال: الصواني والمضايف: من 30 إلى 40 دولارًا
الساعات واللوحات: من 30 حتى 200 دولار
المرايا: من 90 حتى 250 دولارًا
وترجع الأسعار المرتفعة إلى غلاء المواد وقصر عمر استخدام القوالب التي تتلف سريعًا.

رسالة لكل امرأة: اصنعي فرقًا في حياتك

وفي رسالتها للنساء، تقول يمنى: “المشروع يحتاج إلى تركيز، وصبر، وقلب قوي. لا تتوقعي الربح من أول يوم، لكن مع الاستمرار والإبداع، ستقطفين ثمار تعبك. وأنا فخورة بأنني زوجة وأم لطفلين، وأيضًا لدي مشروعي الذي صنعته بيدي”.

الحلم لا يحتاج رأس مال.. بل شغفًا وعزيمة

تجربة يمنى السيد علي تعكس قدرة المرأة السورية على تحدّي الظروف وصناعة واقع أفضل بإمكاناتها المتاحة، من خلال شغفها بالإبداع وتحويله إلى مصدر دخل، أصبحت مصدر إلهام لكل من يسعى لبدء مشروعه الخاص، حتى ولو من غرفة صغيرة. تقولها ببساطة: “اشغلي وقتك بما يفيدك، واصنعي لنفسك كيانًا تعتزين به”.

مقالات ذات صلة