قافلة إنسانية تضم أكثر من 500 مدني تغادر السويداء وسط إجراءات أمنية مشددة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

انطلقت مساء اليوم قافلة إنسانية جديدة من محافظة السويداء، تضم أكثر من 500 مدني موزعين على 6 حافلات وأكثر من 45 سيارة، بحسب ما أفاد به مراسل “سوريا 24”. وتضم القافلة عائلات من بدو السويداء، بالإضافة إلى عشائر من محافظات سورية أخرى، وذلك في إطار تنفيذ الاتفاق الذي جرى التوصل إليه خلال الأيام الماضية، بهدف تهدئة الأوضاع واستعادة الاستقرار في المنطقة.

وفي هذا السياق، صرّح العميد شاهر عمران، قائد قوة الأمن الداخلي في محافظة درعا، أن عملية إخلاء الدفعة الثالثة من الراغبين بالخروج من السويداء تمت بنجاح، دون تسجيل أي إشكالات تُذكر، مشيرًا إلى أن القوات الأمنية تعاملت بمسؤولية عالية لتأمين تحرك القافلة وضمان سلامة المدنيين.

وقال العميد عمران: “نحن مستمرون في العمل على دعم اتفاق التهدئة بما يضمن سلامة المدنيين وتحقيق الأمن. نأمل أن تكون الأيام القادمة أفضل من سابقاتها، وندعو جميع أهلنا السوريين، خصوصًا في المناطق المتأثرة، إلى التحلي بالصبر والهدوء لإنجاح الاتفاق وتنفيذه بما يتوافق مع توجيهات السيد الرئيس أحمد الشرع. نأمل أن تشهد المحافظة مرحلة تعافٍ تدريجي واستعادة الأمن والاستقرار”.

من جهته، أكّد العميد أحمد الدالاتي، قائد قوة الأمن العام في محافظة السويداء، أن الأجهزة الأمنية تبذل جهودًا كبيرة لتأمين المحافظة بعد الاتفاق، رغم صعوبة المرحلة. وقال: “نحن نواجه تحديات جدية، لكن بفضل توجيهات وزارة الداخلية والتنسيق الكامل بين وحدات الأمن العام، نواصل العمل بلا كلل”.

وأضاف العميد الدالاتي: “نعمل على تأمين العائلات التي نزحت مؤقتًا من البدو والعشائر، ونوفر لهم الحماية والدعم حتى عودتهم إلى مناطقهم الأصلية. كما بدأنا بإدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى مدينة السويداء ومناطق أخرى تعاني من ظروف إنسانية صعبة للغاية”.

وشدّد العميد الدالاتي على أن “الحكومة تضع اليوم في أولوياتها تحقيق الأمن والاستقرار وتنفيذ وقف إطلاق النار، بالتوازي مع معالجة الواقع المعيشي والإنساني، لا سيما في ما يتعلق بالحاجات الأساسية مثل الكهرباء ومياه الشرب، التي تأثرت بشكل مباشر بالوضع الأمني”. ودعا إلى تفعيل دور جميع مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن “القيادة السياسية مستنفرة، وتراقب التطورات عن كثب حتى نخرج من هذه الأزمة بتكاتف وطني حقيقي يضع البلاد على مسار التعافي والاستقرار”.

وختم الدالاتي مناشدًا السوريين في جميع المحافظات بقوله: “نحتاج اليوم إلى وقف خطاب الكراهية والابتعاد عن لغة الاقتتال، التي تسببت بتبعات مؤلمة على الجميع. نريد أن يُرجَّح صوت العقل والوعي، وأن تُطرح مقاربة وطنية أكثر عقلانية في التعامل مع المشهد الأهلي، بما يضمن الحفاظ على وحدة المجتمع واستقراره”.

تأتي هذه التصريحات في وقت تشهد فيه محافظة السويداء تحولات ميدانية مهمة، بالتوازي مع خطوات عملية لتنفيذ الاتفاق، وبدء مرحلة جديدة من العمل الإنساني والأمني لإعادة الاستقرار وتخفيف المعاناة عن الأهالي المتضررين من الأحداث الأخيرة.

مقالات ذات صلة