مخلفات الحرب تهدد الأهالي في القصير: المنطقة الصناعية الأكثر خطورة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تتواصل معاناة أهالي مدينة القصير في ريف حمص الغربي، من جراء انتشار مخلفات الحرب التي ما زالت تُشكّل خطراً وجودياً على سكان المدينة، خصوصاً الأطفال والعمال والمزارعين، رغم الجهود المحدودة لإزالتها.

مخلفات تنتشر في المنطقة الصناعية

أكد رئيس مجلس مدينة القصير، طارق حصوية، في حديث لمنصة سوريا 24، أن “المخلفات الحربية منتشرة بشكل رئيسي في المنطقة الصناعية بالمدينة، إضافة إلى بعض الأحياء والطرقات، وإن كانت هناك كميات قليلة نسبياً”.

وأشار إلى أن “مجموعة نقل العتاد التابعة للجيش السوري قامت بنقل كثير من هذه المخلفات وتنظيف بعض المناطق ضمن إمكاناتها”.

ولفت إلى أن “الجزء الأكثر تعقيداً من هذه المخلفات سيتولى تنظيفه المنظمة النرويجية المعنية بإزالة مخلفات الحرب”، مبيناً أن “فرق الدفاع المدني لم تشترك إطلاقاً في عمليات الإزالة”.

وفاة طفلة وإصابة عائلتها

وحسب حصوية، فإن “الخسائر البشرية الناتجة عن مخلفات الحرب في القصير شملت حالة انفجار واحدة فقط حتى اللحظة، لكنها كانت كارثية”، حيث توفيت طفلة تبلغ من العمر عشر سنوات، وأُصيب والدها وشقيقتها الثانية نتيجة انفجار جسم غريب بالقرب من منزلهم.

وقد أعادت هذه الواقعة فتح ملف الخطر المحدق بالأهالي، خاصة في ظل عدم توفّر آليات وقائية أو حملات توعية كافية.

زيارة فريق نرويجي لتحديد خطة العمل

وقبل أيام، زار وفد من المنظمة الشعبية النرويجية لإزالة مخلفات الحرب مدينة القصير، لتفقد المنطقة الصناعية وتحديد آلية العمل المستقبلية لإزالة المخلفات، في خطوة قد تكون بمثابة بصيص أمل ضعيف لأهالي المدينة الذين يعيشون تحت وطأة الخوف من انفجار غير متوقَّع.

مخلفات الحرب مأساة مستمرة

وفي هذا السياق، قال تيسير القصيراوي، أحد سكان المدينة، في حديث لمنصة سوريا 24: “إن انتشار الألغام ومخلفات الحرب في مدينة القصير مأساة مستمرة تهدد أرواح المدنيين، خصوصاً الأطفال والمزارعين الذين يحاولون العودة إلى حياتهم الطبيعية. هذه الألغام لا تميّز بين طفل أو امرأة، وبين ماضٍ انتهى وحاضر يحاول أن يتنفس”.

وأضاف: “الألغام في القصير ليست فقط بقايا حرب، بل جرح مفتوح في جسد المدينة. نناشد الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإزالة هذه المخاطر، حفاظاً على أرواح الأبرياء وحق الناس في الأمان والعودة الكريمة”.

إحصائيات وأرقام: 24 قتيلاً و54 جريحاً خلال عام

وبحسب بيان صادر عن الدفاع المدني السوري، فقد استجابت فرقه منذ الأول من نيسان 2024 وحتى الأول من نيسان 2025، لـ39 حادثة انفجار ناتجة عن مخلفات حرب، أدت إلى مقتل 24 شخصاً، بينهم 7 أطفال، وإصابة 54 آخرين، بينهم 26 طفلاً.

وأكد الدفاع المدني أن “ارتفاع عدد الضحايا يعود إلى عدة أسباب، من أبرزها عودة السكان إلى مناطق ملوّثة، وغياب الوعي الكافي بخطورة مخلفات الحرب”، مشيراً إلى أن “الأرقام الواردة تعكس فقط الحوادث التي استجابت لها فرقه، في حين يتجاوز عدد الحوادث والضحايا الإجمالي بكثير الأرقام المعلنة”.

تحذير من الدفاع المدني: ملايين تحت التهديد

في بيان سابق، أكد الدفاع المدني أن “ملايين المدنيين يعيشون اليوم في مناطق موبوءة بالألغام، خاصة نتيجة القصف الممنهج الذي نفذه نظام الأسد السابق وروسيا”، موضحاً أن “بعض هذه الذخائر مدفون تحت الأرض، ما يصعّب عملية إزالتها”، وأن “الألغام صُمّمت لتُسبب الإصابات، بينما الذخائر غير المنفجرة قد تنفجر في أي لحظة”.

دعوات مستمرة للتدخل الدولي

تستمر النداءات من داخل مدينة القصير ومنظمات محلية ودولية للتحرك السريع قبل فوات الأوان، خاصة بعدما أصبحت مخلفات الحرب تهديداً يومياً حقيقياً يهدد حياة الأطفال والعائلات العائدة من الشتات، في وقت تفتقر فيه المدينة إلى أبسط مقومات السلامة والأمن.

مقالات ذات صلة