البامية الديرية: نكهة الفرات التي تسكن ذاكرة المطبخ

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

لا تزال “البامية الديرية” تحافظ على مكانتها كواحدة من أبرز الأطباق التقليدية في دير الزور وريفها، حيث تجتمع النكهة الفريدة مع التراث الشعبي في طبقٍ يروي قصة الأرض والماء والمرأة.

تُعد البامية الديرية من الخضروات المميزة التي تنمو على ضفاف نهر الفرات، وتتميز بحبّتها الصغيرة والممتلئة، ونضارتها التي تعكس خصوبة التربة وغنى الماء بالمعادن.

هذه الخصائص الطبيعية، إلى جانب طريقة الطهو التقليدية التي توارثتها النساء جيلاً بعد جيل، جعلت من البامية الديرية طبقاً لا يُشبه سواه.

سر النكهة في ارتوائها من الفرات

وفي هذا السياق، قالت جواهر الساجي، وهي من نساء ريف دير الزور – بلدة حوايج ذياب، في حديث لمنصة سوريا 24: “وصفة البامية الديرية تُورث من الأمهات إلى البنات، إذ نختار البامية الطرية بعناية، ونغسلها جيداً، ثم نطهوها مع لحم الضأن وعصير الطماطم، وأحياناً نُضيف الحامض بحسب الذوق، لكنّ سرّ النكهة الحقيقي يبقى في ارتوائها من مياه الفرات”.

لمسات خاصة

من جهتها، أوضحت روان الحسين، إحدى سيدات مدينة دير الزور، في حديث لمنصة سوريا 24، أن البامية أصبحت مساحة للتنافس الودي بين النساء في تحضيرها.

وقالت: “كل واحدة منا لها لمستها الخاصة، لكنّ القاعدة الذهبية التي لا نختلف عليها هي الاعتماد على الطريقة التقليدية في الطهي، ونكهات الجدّات التي لا تُخطئها الذاكرة”.

وأشارت روان إلى الإقبال المتزايد على البامية الديرية في الأسواق المحلية، خصوصاً في فصل الصيف، حيث يتضاعف الطلب عليها بسبب نكهتها الخاصة التي لا يجدها الناس في أي نوع آخر من الخضروات.

من رموز الضيافة الديرية

أما ربا السليمان، فتؤكد أن هذا الطبق تحوّل إلى رمز من رموز الضيافة في دير الزور. وتقول: “لا تخلو موائد أهل المدينة من البامية، خصوصاً في المناسبات واستقبال الضيوف. هي ليست مجرد طعام، بل تعبير عن الكرم وأصالة المطبخ الديري”.

وأضافت السليمان في حديث لمنصة سوريا 24: “تتفنن النساء هنا في تقديمها بطرق متنوعة، من طهيها بالسمن العربي إلى تقديمها مع خبز التنور الحار المسقّى بمرقتها، إلى جانب اللبن الرائب والفليفلة الحلوة. النتيجة دائماً: وجبة متكاملة تُشبه روح المكان”.

ويجمع أهالي دير الزور على أن البامية الديرية ليست فقط طبقاً يُقدَّم على المائدة، بل جزء من ذاكرة المدينة وهويتها، تحتفظ برائحتها في البيوت القديمة، وبصوت الطناجر على نار الحطب، وبالنكهة التي حملها نهر الفرات إلى موائد أهلها.

مقالات ذات صلة