تُعد سلالة الغنم الحروك واحدة من أبرز السلالات السورية وأكثرها تميزًا على مستوى المنطقة والعالم، لما تتمتع به من صفات جمالية وجينية نادرة. وتكمن أهميتها في حفاظها على نقاء دمها وأصالتها، ما يجعلها محط أنظار مربّي الأغنام والمستثمرين في الثروة الحيوانية.
سلالة نادرة بصفات فريدة
ينتمي الغنم الحروك إلى فصيلة الغنم النعيمية السورية، ويتميز بضخامة جسمه، وطول قامته، ورأسه الكبير، إلى جانب ألوانه الزاهية التي تمنحه مظهرًا فريدًا ومطلوبًا. وتُعد هذه الصفات من أبرز عوامل الجذب لمربّي الأغنام والمهتمين بالثروة الحيوانية عالية الجودة.
ريادة في ترويج السلالة
أوضح التاجر فرج الجاسم (50 عامًا) في تصريح لـ”سوريا 24” أنه أول من بادر بتنظيم معارض متخصصة بهذا الصنف داخل سوريا، مما ساهم في تعريف العالم بهذه السلالة النادرة. وقال: “هذا الصنف من الغنم النعيمية يتميز بضخامة الجسم، ألوان فاخرة، وحجم رأس وطول جسم أكبر. هو سلالة من الغنم النعيمية السورية”.
وتابع: “كنت أول من نظّم معارض لعرض هذا الصنف داخل سوريا، وعرّفت الناس به من خلال تربيته والدعاية له حتى أصبح معروفًا عالميًا بعد أن كان غير ظاهر”.
طلب متزايد وأسعار خيالية
ساهم الجاسم، إلى جانب عدد من التجار وهواة تربية الأغنام النادرة، في رفع قيمة الغنم الحروك في الأسواق العربية، خاصة في الخليج. وأشار إلى أن اقتناء هذا النوع بات يُعد من مظاهر الرفاهية بسبب الأسعار العالية التي بلغها، قائلًا: “الغنم الحروك لا يتأثر أكثر من 10% في السوق، لأنه يحتفظ بقيمته مثل الذهب، مما يجعله استثمارًا مميزًا في مجال تربية الأغنام”.
وأضاف أن السعر في محافظة الرقة يبدأ من 700 دولار للرأس الواحد ذات الجودة المنخفضة، وقد يصل إلى 25,000 – 30,000 دولار للأصناف الممتازة، مع استمرار الطلب المرتفع عليه.
سلالة نقية رغم محاولات التهجين
أكد الجاسم في تصريحاته لـ”سوريا 24” أن سوريا ما زالت المصدر الوحيد للسلالة الأصلية من الغنم الحروك، والتي لم تتعرض لأي تهجين أو تعديل جيني حتى اليوم، وهو ما يحافظ على صفاتها البيولوجية الفريدة. وقال: “سلالة الغنم الحروك في سوريا تتميز بنقاء دمها وصافيتها البيولوجية دون أي تدخل تهجيني حتى الآن، مما يجعلها تحتفظ بالبذرة الأصلية، وهذه الميزة تميزها في الأسواق العالمية وتجعلها مرجعية في عالم سلالات الغنم الحلال”.
وأشار إلى أن بعض دول الخليج وغيرها قامت بمحاولات تهجين لتحسين بعض الصفات، لكنه شدد على أن الأصل السوري يظل المرجع الأقوى والأكثر تميزًا: “الغنم الحروك صنف مميز بتضخيمه وألوانه الجذابة، وقد تم تبنيه في معارض الحلال في الخليج. سوريا تُعد المصدر الرئيسي للسلالة، حيث تحافظ على نقاء دمها دون تهجين، بخلاف بعض الدول التي قامت بتهجينها لتطوير نماذج جديدة”.
استقرار في الطلب رغم الأزمات
خلال العقود الثلاثة الماضية، وبحسب تصريحات الجاسم، استمر الطلب القوي على الغنم الحروك في الأسواق السورية، وخصوصًا في محافظة الرقة، دون أن يتأثر بالتقلبات الاقتصادية، في حين تأثرت باقي أنواع الأغنام بنسبة تصل إلى 60%. وأكد: “تأثير الأصناف العادية في الأسواق يصل إلى 50–60%، بينما الغنم الحروك لا يتأثر أكثر من 10% لأنه يحتفظ بقيمته مثل الذهب”.
قدرة عالية على التكيّف
إلى جانب نقاء السلالة وقيمتها الجينية، تتمتع الغنم الحروك بقدرة لافتة على التكيّف مع مختلف البيئات والمناخات، مما يجعلها مناسبة للتربية في ظروف متنوعة، ويُعزز من مكانتها كمصدر مستدام للثروة الحيوانية في المنطقة.
تراث واستثمار واعد
الغنم الحروك ليست مجرد سلالة من الأغنام، بل تمثل جزءًا من التراث الحيواني السوري الأصيل، وإحدى الثروات الوطنية التي أصبحت تحظى بتقدير عالمي. ويؤكد التاجر فرج الجاسم، في تصريحاته لمنصة “سوريا 24”، أن الحفاظ على نقاء هذه السلالة واستمرار تطوير سوقها محليًا ودوليًا يمثل خطوة استراتيجية لحماية التراث وتعزيز الاقتصاد الحيواني في سوريا.