نفّذت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا (ADMSP)، خلال الفترة الممتدة من كانون الثاني/يناير وحتى تموز/يوليو 2025، تدخلات شاملة ضمن مشروعين متكاملين هما: إحياء الأمل، ومسار الحرية، تحت مظلة “الاستجابة الطارئة”، بهدف تقديم دعم فعّال وعاجل للناجين والناجيات من الاعتقال، في ظل أوضاع إنسانية شديدة الهشاشة.
دفعات نقدية طارئة لـ 518 ناجيًا وناجية
في حديث خاص لمنصة سوريا 24، قال طاهر قرنفل، مسؤول البرامج في رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا، إن 518 ناجيًا وناجية حصلوا على دفعة نقدية طارئة بقيمة 300 دولار أمريكي لكل فرد، وذلك بعد التحقق من الهويات واستيفاء معايير الأهلية، لضمان الشفافية والنزاهة في التوزيع.
وقد شملت عملية التوزيع محافظات: حمص، القنيطرة، دمشق، ريف دمشق، درعا، اللاذقية، حلب، وإدلب. وكان من المقرر تنفيذ التوزيع أيضًا في محافظة السويداء، إلا أن ذلك تم إيقافه نتيجة التحديات الأمنية التي تشهدها المحافظة.
وأكد : تهدف هذه الدفعة إلى تغطية الاحتياجات الأساسية والعاجلة للمحررين حديثًا، ولا يمكن اعتبارها بأي حال من الأحوال جبرًا للضرر أو تعويضًا عن المعاناة الكبيرة التي تكبدها الضحايا أثناء الاعتقال.
وأضاف قرنفل أنه من المقرر توزيع الدفعة نفسها لاحقًا على 83 ناجيًا وناجية في محافظة حماة، بعد تأمين تمويل إضافي.
تدخل طبي مباشر ضمن مبادرة “صلة”
ضمن الاستجابة الطارئة، لم تقتصر خدمات مبادرة، صلة، الشريكة على الدعم النفسي والاجتماعي فحسب، بل شملت أيضًا تدخلات طبية نوعية. فقد تم تنفيذ 115 خدمة طبية توزعت بين: عمليات جراحية، فحوصات و تشخيصات طبية، تغطية تكاليف التنقل إلى المستشفيات والعيادات الخاصة، توفير الأدوية اللازمة بعد الفحوصات. وقد ساهمت هذه التدخلات في تحسين فرص تعافي العديد من الناجين والناجيات ممن يعانون من آثار جسدية مستمرة نتيجة التعذيب وسوء المعاملة خلال فترة الاعتقال.
مؤشرات على تعافٍ تدريجي وثقة متزايدة
أشار القائمون على المشروع إلى رصد تغيّر إيجابي تدريجي في سلوك عدد من المستفيدين، حيث أبدى العديد منهم انخراطًا متزايدًا في برامج الدعم، وازداد استعدادهم لطلب المساعدة النفسية والطبية. كما بادر بعضهم بشكل استباقي إلى التواصل مع الفرق لتوثيق قصصهم، في مؤشر واضح على استعادة تدريجية للثقة بالبيئة المحيطة والمساحات الآمنة.
معوقات في الوصول إلى النساء ومبادرات للتجاوز
رغم الجهود المبذولة، ما تزال وصمة العار المرتبطة بالاعتقال تمثل عائقًا رئيسيًا أمام الوصول إلى النساء الناجيات. إذ لم تتجاوز نسبة النساء في النماذج المستلمة 4%. ولتجاوز هذه الفجوة، تم التعاون مع شبكات تقودها ناجيات، إضافة إلى تعيين موظفات ميدانيات مدرّبات على التواصل الحساس، وتوفير مسارات آمنة وسرية لتوثيق الحالات وتقديم الدعم.
الشباب في صميم الأزمة
وأظهرت بيانات التوثيق أن الفئة العمرية بين 25 و30 عامًا تمثّل النسبة الأعلى من المستفيدين، ما يعكس حجم الأثر الذي خلفه الصراع على الشباب. وتشير هذه البيانات إلى ضرورة تركيز برامج الدعم على هذه الفئة كونها الأكثر تضررًا والأكثر حاجة إلى التمكين الاجتماعي والنفسي والمهني.
ورشات توعية حول العدالة الانتقالية في ريف دمشق
نظّمت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا أربع ورشات توعية ودعم نفسي في ريف دمشق خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو، استهدفت 40 ناجيًا وناجية وأفرادًا من أسر المختفين قسرًا.