في محاولة لسد النقص الكبير في الخدمات الأساسية التي تعاني منها المدينة منذ سنوات، نتيجة ضعف الإمكانيات المتاحة لدى مجلس المدينة.
وبحسب القائمين على المبادرة، فإنها جاءت كخطوة أهلية تهدف إلى تحسين البنية الخدمية وتخفيف العبء عن المؤسسات الرسمية، عبر جهود ذاتية اعتمدت على دعم الأهالي والمغتربين وبعض التجار.
في هذا السياق، أوضح رئيس التجمع الشبابي قاسم مسلم أن المشروع جاء من شعور بالمسؤولية تجاه المدينة، وسعي حقيقي لردم الفجوة في الخدمات اليومية، بسبب محدودية الميزانية واعتمادها على التبرعات بشكل مباشر.
وقال لمنصة سوريا 24 إن التبرعات شملت مواد مثل البحص والرمل والمازوت، إضافة إلى تقديم جرارات زراعية “تركتورات” وصهاريج مياه، وهو ما أسهم بشكل كبير في تنفيذ الأعمال.
وبحسب مسلم، فإن أبرز الصعوبات التي واجهت القائمين على المبادرة تمثلت في ارتفاع أسعار الزفت، وهو ما اضطرهم إلى استخدام مادة البيتون كحل مؤقت إلى حين توافر الإمكانيات اللازمة لإجراء صيانة شاملة.
بدوره، أكد المهندس محمد أبو خشريف أن إصلاح المطبات والشوارع المتضررة انعكس بشكل واضح على واقع السير داخل المدينة، إذ خفف الازدحام والحوادث، وخاصة بالنسبة للدراجات النارية التي كان أصحابها يواجهون خطورة يومية نتيجة الحفر والمطبات الكبيرة.
واعتبر خلال حديثه لمنصة سوريا 24 أن الأولوية في المرحلة المقبلة ستكون لإصلاح الطرق الخدمية المهمة، وفي مقدمتها الطرق المؤدية إلى المشفى الوطني بوصفها طرق إسعاف سريع، إضافة إلى الطرق الرئيسية مثل طريق (نوى – الشيخ مسكين – جاسم – الرفيد)، وكذلك الطرق المؤدية إلى مركز المدينة، ومنها ساحة جامع الحجر وطريق نوى – درعا.
وشدد على أن التجمع ينطلق من قناعة بأن دور الشباب أساسي في النهوض بالمدينة، وأن مسؤوليتهم لا تتوقف عند الترميم فقط، بل تشمل نشر الوعي للحفاظ على نظافة المرافق العامة.
هذه الجهود لاقت ترحيباً من السكان، إذ عبّر المواطن إحسان أبو السل عن تقديره لهذه المبادرة، التي من الممكن أن تساعد على الحد من الحوادث المرورية، خاصة في الطرق المؤدية للمراكز الخدمية والمشفى الوطني، مؤكداً في الوقت نفسه أن ذلك لا يعفي المؤسسات الرسمية من مسؤولياتها.
وأشار المواطن هاني الصعيدي خلال حديثه لمنصة سوريا 24 إلى أهمية استمرار العمل بهذه المبادرات، باعتبارها حلولاً إسعافية وضرورية حتى تتمكن الجهات المعنية من توفير مادة الزفت وإجراء أعمال تأهيل شاملة، لاسيما في الشوارع الحيوية مثل شارع الصيدليات، وشارع الشيخ مسكين – الرفيد، وشارع جسر عوفه، وشارع الإسعاف السريع، وشارع المشفى الوطني.
يأمل أهالي نوى أن تسهم هذه الجهود في تحسين واقع الطرق ولو بشكل جزئي، إلى حين توفر الإمكانيات اللازمة للحلول الدائمة، مؤكدين أن روح التكافل الشعبي ودور الشباب قادرة على إحداث فرق حقيقي حتى في أصعب الظروف.