انهارت قناة ري الخابور بالكامل يوم أمس الاثنين 28 تموز، بعد سلسلة من التصدعات التي طالت بنيتها خلال الأشهر الماضية، لتتوقف المياه كليًا عن التدفق في واحدة من أهم قنوات الري ومصادر مياه الشرب في ريف دير الزور الشرقي والشمالي، بحسب ما قالت مصادر محلية لسوريا 24.
الانهيار وقع بشكل رئيسي في منطقة الحجنة، حيث أدى تآكل جسم القناة إلى تسرب المياه وفقدان الضغط بشكل كامل، ما تسبب في شلل تام للقناة التي تمتد بطول 43 كم. جاء ذلك بعد أن كانت القناة تعمل جزئيًا رغم انهيار سابق في منطقة الجعار بين الحريجية والربيضة، وكانت المياه تصل حتى حدود الحريجية قبل أن يتوقف الضخ تمامًا.
سابقًا، كانت منصة “سوريا 24” قد نشرت تقريرًا تحذيريًا أشارت فيه إلى أن القناة مهددة بالانهيار الكامل، في ظل تصدعات متزايدة في بنيتها وتراجع غير مسبوق في ضخ المياه. التقرير أوضح أن القناة أصبحت عاجزة عن تلبية حاجات الري، ما أجبر مزارعين في المنطقة على التخلي عن أجزاء واسعة من أراضيهم، وسط تخوفات من فقدان كامل للموسم الزراعي الصيفي، وهو ما حدث اليوم بالفعل.
مع الانهيار الكامل، توقفت جميع محطات مياه الشرب المرتبطة بالقناة. فقد توقفت في البداية محطة الربيضة، تلتها محطة الصور ومحطة جنوب الحسكة نتيجة الانهيار الجزئي السابق. ثم خرجت تباعًا محطة الحريجية ومحطة الحريجي عن الخدمة، وأخيرًا محطة الحجنة التي شكلت نقطة الانهيار الشامل بعد تصدع المسار الرئيسي للقناة في تلك المنطقة.
أهالي ناحية الصور ومناطق واسعة من ريف دير الزور الشمالي أطلقوا اليوم نداء استغاثة عاجلًا إلى الجهات المعنية والمنظمات الدولية، مطالبين بتدخل فوري لإنقاذ ما تبقى من البنية المائية المدمرة، وتوفير حلول إسعافية عاجلة لتأمين مياه الشرب، التي انقطعت كليًا عن آلاف السكان.
قناة ري الخابور، التي دخلت الخدمة في عام 2004، صممت لتغذية قرى وبلدات مثل حريزة، الدحلة، الحجنة، الحريجي، الفدين، الأندحي، الصور، إضافة إلى تزويد محطات تصفية مياه الشرب الممتدة على جانبي نهر الخابور الجاف من مدينة البصيرة حتى ناحية الصور. القناة شكلت شريان حياة لآلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية وسكان الريف على حد سواء.
حتى عام 2017، عملت القناة بطاقتها الكاملة، قبل أن تتعرض لأعمال تخريب وتكسير وسرقة للمعدات خلال الحرب، مما أدى إلى دمار شبه كامل. وفي عام 2019، جرى تأهيلها جزئيًا من قبل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وبدعم من منظمات دولية مثل برنامج فرات ومنظمة كير (CARE)، لكنها لم تعد إلى بنيتها الأصلية، وبقيت عرضة للتلف والانهيار، حتى توقفها الكلي اليوم.
اليوم، في ظل شح المياه وفقدان الري، تواجه المنطقة أزمة مركبة: انهيار بنية تحتية حيوية، وانعدام مياه الشرب، وخسارة للموسم الزراعي الصيفي بالكامل، مما ينذر بتدهور اقتصادي ومعيشي خطير، ما لم يتم التدخل فورًا لإعادة تأهيل القناة وتأمين بدائل مياه عاجلة للسكان.