أصدر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (OCHA) اليوم الاثنين التحديث العاجل الرابع بشأن تطورات الوضع الإنساني في محافظة السويداء جنوبي سوريا.
وحذّر المكتب الأممي من تفاقم الأزمة نتيجة استمرار التصعيد العسكري، على الرغم من وجود اتفاقات معلنة لوقف إطلاق النار.
ووفق التقرير، لا يزال الوصول الإنساني إلى المحافظة يواجه قيوداً مشددة بسبب انتشار الحواجز الطرقية، وانعدام الأمن، ومعوقات لوجستية أخرى، ما يعيق بشكل كبير عمليات تقييم الاحتياجات الإنسانية وتقديم المساعدات الحيوية.
وأشار التقرير إلى تسجيل نزوح أكثر من 176 ألف شخص حتى تاريخ 24 تموز/يوليو الجاري، معظمهم داخل محافظة السويداء، فيما توجهت أعداد أخرى نحو محافظتي درعا وريف دمشق.
ولفت التقرير إلى أن النزوح الجماعي جاء نتيجة تصاعد أعمال العنف في مناطق مختلفة من المحافظة.
وفي هذا السياق، قاد مكتب OCHA بعثتين مشتركتين إلى مراكز استقبال النازحين في كل من ريف دمشق ودرعا، بهدف متابعة أوضاع العائلات النازحة وتعزيز التنسيق مع الشركاء الإنسانيين المحليين.
من جهتها، وثّقت منظمة الصحة العالمية خمس هجمات على مرافق الرعاية الصحية في السويداء، أسفرت عن مقتل طبيبين، وتعطيل عمل سيارات الإسعاف، إضافة إلى احتلال مؤقت لبعض المستشفيات من قبل مجموعات مسلحة.
وبحسب التقرير، يعاني النازحون من صدمات نفسية شديدة، في ظل مغادرتهم لمنازلهم دون مقتنيات أو وثائق ثبوتية، إلى جانب الخوف المستمر من مخاطر الذخائر غير المنفجرة التي لا تزال تهدد سلامة المدنيين في المناطق المتضررة.
ورغم التحديات، تواصلت عمليات توزيع المساعدات، حيث وصلت القافلة الثانية للهلال الأحمر العربي السوري إلى المحافظة محملة بالمواد الغذائية والمياه والإمدادات الطبية، لتلبية الاحتياجات الأساسية للعائلات المتضررة.
وأوضح التقرير أن الوضع الأمني لا يزال هشاً، حيث استؤنفت الاشتباكات المسلحة في 23 تموز/يوليو قرب بلدة ولغا، دون توفر معلومات دقيقة حول الخسائر البشرية، وسط غياب إمكانية التحقق المستقل من المعلومات بسبب القيود الأمنية.
كما سقطت قذائف هاون على أحياء سكنية في مدينة السويداء، ما أدى إلى أضرار في ممتلكات المدنيين، في حين تضررت صوامع الحبوب في منطقة أم الزيتون شمالي المحافظة، مما تسبب بتلف جزء من مخزون القمح الحيوي.
وفي السياق نفسه، سُجّل نشاط عسكري متزايد في منطقتي ريف دمشق الجنوبي الغربي وريف القنيطرة، يُنسب إلى قوات الدفاع الإسرائيلية، خاصة في مناطق قريبة من هضبة الجولان، ما يزيد من تعقيد المشهد الأمني في المنطقة الجنوبية من سوريا.
وأفاد الدفاع المدني السوري بإجلاء أكثر من 3,200 شخص خلال يومي 25 و26 تموز، من بينهم 20 مصاباً و34 جثة، فيما تم تسهيل خروج مئات المدنيين بشكل طوعي من السويداء عبر معبر بصرى الشام نحو محافظة درعا.
وشملت عمليات الإجلاء أيضاً نحو 366 شخصاً، معظمهم من النساء والأطفال، كانوا محاصرين داخل مدينة السويداء بسبب تدهور الوضع الأمني.
وأوضح التقرير أن أسباب مغادرة السكان تعود إلى مخاوف أمنية متزايدة، وصعوبة الوصول إلى الخدمات الأساسية، والضبابية في المشهد العام، رغم محاولات بعض الشخصيات المحلية طمأنة السكان بشأن تحسن الوضع.
وأكد التقرير أن الاحتياجات الإنسانية تتزايد بشكل ملحوظ، داعياً جميع الأطراف إلى تسهيل الوصول الآمن للمنظمات الإنسانية وضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية في جميع الأوقات.
وفي وقت سابق، اليوم الإثنين، أفاد مراسل سوريا 24 في الجنوب السوري، بتوجه قافلة مساعدات إنسانية إلى بصرى الشام شرقي درعا تمهيداً لدخولها إلى السويداء.
وبيّن أن القافلة مؤلفة من 27 شاحنة وتحتوي على 200 طن طحين، 2000 سلة إيواء، 1000 سلة غذائية، شاحنة مواد الطبية وشاحنة من المواد الغذائية المتنوعة، مشيرا إلى أن القافلة هي جهود مشتركة بين المنظمات الدولية والحكومة السورية والمجتمع المحلي.