أطلق البرنامج السوري للتغير المناخي حملة واسعة لإعادة تأهيل حديقة الرازي في مدينة حلب، والتي تقع بجوار مشفى الرازي، وتُعد من أهم المتنفسات العامة في المنطقة.
في تصريح خاص لموقع سوريا 24، أشار أحد أعضاء الفريق المنفّذ إلى أن: “الهدف الأساسي من هذه الحملة هو زيادة عدد الأشجار وتحسين جودة المساحات الخضراء في المدينة. الحدائق العامة ليست مجرد أماكن للترفيه، بل هي رئة بيئية ضرورية لتحسين نمط الحياة في المدن”.
لطالما شكلت حديقة الرازي ملاذًا لسكان الأحياء المجاورة، لكنها شهدت خلال السنوات الماضية تراجعًا كبيرًا في بنيتها التحتية وتدهورًا واضحًا في مساحاتها الخضراء، نتيجة الإهمال الذي عانته في ظل النظام السابق.
جاءت هذه المبادرة كمحاولة جدية لإحياء هذا الفضاء الحيوي، وتحويله مجددًا إلى مساحة آمنة تخدم سكان المدينة.
الحملة، التي أشرف عليها فريق من المختصين والمتطوعين المحليين، شملت سلسلة من الأنشطة المتكاملة لإعادة تأهيل الحديقة. وقد بدأت بزراعة أكثر من 500 غرسة متنوعة بين أشجار كبيرة، شجيرات صغيرة، ونباتات زينة محلية.
وتركّز العمل بشكل خاص على المناطق التي كانت خالية تمامًا من الغطاء النباتي، بهدف تعزيز التوازن البيئي وزيادة المساحات الخضراء داخل الحديقة.
كما تم ترميم ألعاب الأطفال وصيانتها بشكل كامل، إلى جانب تجديد المقاعد العامة، وذلك لضمان توفير بيئة ترفيهية آمنة وجاذبة للعائلات.
ولم تغفل الحملة الجانب البيئي المستدام، حيث تم تركيب إنارة تعمل بالطاقة الشمسية لتوفير إضاءة ليلية صديقة للبيئة، إلى جانب توزيع حاويات نفايات جديدة داخل الحديقة، تشجيعًا للزوار على الحفاظ على النظافة العامة.
تأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة مشاريع ينفذها البرنامج السوري للتغير المناخي في عدد من المحافظات، في إطار رؤيته لمجتمع أكثر وعيًا واستدامة في التعامل مع قضايا البيئة والمناخ، ومساهمة حقيقية في مواجهة التحديات البيئية التي تواجه سوريا والمنطقة.
وقد شدد القائمون على الحملة على أهمية دور المجتمع المحلي في الحفاظ على نتائج هذه المبادرة، مؤكدين أن استدامة الحديقة تعتمد بالدرجة الأولى على وعي المواطنين والتزامهم بحمايتها.
كما وجّه البرنامج دعوة مفتوحة إلى المتطوعين والمهتمين بالشأن البيئي للمشاركة في الحملات القادمة، سواء في حلب أو في مدن سورية أخرى، في إطار رؤية وطنية شاملة تهدف إلى بناء بيئة صحية ومستدامة للأجيال القادمة.
