دير الزور: افتتاح قسم لعزل حالات الكوليرا في مشفى الكسرة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

افتتح مشفى الكسرة العام بريف دير الزور الغربي خلال الأسبوع الأخير قسماً مخصصاً لعزل حالات الكوليرا، وذلك بالتعاون مع منظمة طبية دولية، في محاولة لاحتواء تفشٍ متسارع لحالات إسهال مائي حاد تم تسجيلها في عدد من البلدات المجاورة.

ويأتي افتتاح القسم بعد ازدياد الشكاوى من أعراض يشتبه أنها مرتبطة بوباء الكوليرا، لا سيما في قرى مثل الهرموشية، الزغير، وبلدة الكسرة، حيث لوحظت موجات إصابة منذ مطلع فصل الصيف، ترافقت مع تردي خدمات المياه وانعدام البنى التحتية الأساسية في بعض المناطق.

القسم الجديد يضم 30 سريراً، ويعمل بموارد بشرية محدودة ضمن مشفى يعاني أصلاً من ضعف التجهيزات الطبية ونقص الكوادر.

وتفيد مصادر طبية داخل المشفى أن العمل يتم وفق آلية طوارئ، وسط غياب أدوات التشخيص الدقيقة، مثل شرائط التحليل أو أجهزة الكشف السريع، ما يجبر الطواقم على الاعتماد على التقييم السريري للأعراض.

بحسب أحد الأطباء في القسم، فإن غياب أدوات الفحص المخبرية الدقيقة يعيق تأكيد الحالات المصابة، ويؤثر سلباً على دقة البيانات، وهو ما يحدّ من قدرة الفرق الطبية على عزل الحالات بشكل فعال أو تتبع مسار انتشار العدوى.

تُرجِع مصادر محلية أسباب انتشار المرض إلى عوامل متعددة، أبرزها الاعتماد على مصادر مياه غير مأمونة، وانعدام الصيانة الدورية لشبكات الصرف الصحي، إضافة إلى ضعف حملات التوعية حول الوقاية من الأمراض المنقولة بالمياه.

وتعاني معظم القرى التي ظهرت فيها الإصابات من تراجع حاد في الخدمات الأساسية، وهو ما يجعل البيئة مهيأة لتفشي أمراض مثل الكوليرا، خاصة في فترات ارتفاع درجات الحرارة وزيادة استهلاك المياه.

حتى الآن، لم تُسجَّل استجابة واسعة من الجهات المحلية أو الدولية لاحتواء الأزمة، باستثناء مساهمة منظمة واحدة وفّرت بعض المعدات الأولية لإنشاء قسم العزل.

ويشير عاملون في القطاع الصحي إلى أن الاستجابة القائمة لا تغطي سوى جزء بسيط من الحاجة الفعلية، في ظل توقعات بزيادة الإصابات خلال الأسابيع المقبلة.

ويطالب العاملون في المرافق الصحية بدعم عاجل يشمل أدوية أساسية، مستلزمات وقاية، وأجهزة تحليل، إلى جانب تعزيز فرق التوعية المجتمعية وتوفير مياه نظيفة، باعتبار أن السيطرة على المرض تبدأ خارج أسوار المشافي.

من الجدير بالذكر أن ريف دير الزور الغربي يفتقر منذ سنوات إلى مراكز طبية متخصصة بالأمراض السارية، وهو ما يضطر السكان للاعتماد على مرافق غير مجهزة للتعامل مع الأوبئة، ويُعتبر مشفى الكسرة العام المنشأة الوحيدة العاملة ضمن المنطقة التي تُعالج حالات الكوليرا حالياً.

في هذا السياق، تحذر مصادر صحية من أن الاستمرار في تجاهل الظروف البيئية والصحية في المنطقة سيفضي إلى اتساع نطاق العدوى، في وقت يصعب فيه التنبؤ بقدرة النظام الصحي المحلي على الاستجابة للضغوط المتزايدة.

مقالات ذات صلة