القصير: تحذيرات من تلوث هائل بمخلفات الحرب والذخائر غير المنفجرة في المدينة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – سوريا 24

أكد رائد الحسون، مسؤول عمليات مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري في حديث لمنصة سوريا ٢٤، على أن مدينة القصير غربي حمص، تعاني من تلوث هائل من هذه المخلفات والذخائر غير المنفجرة.

وتتواصل في مدينة القصير بريف حمص الغربي، عمليات إزالة مخلفات الحرب من المنطقة الصناعية بالمدينة، بالتعاون بين مجلس المدينة والمنظمة الشعبية النرويجية لإزالة المتفجرات (NPA).

يأتي ذلك في إطار جهود مستمرة لتطهير المدينة من خطر الذخائر غير المنفجرة والألغام التي خلفتها سنوات النزاع.

وأكد مجلس مدينة القصير في بيان، على أن “المنظمة الشعبية النرويجية قد استكملت استعداداتها الفنية واللوجستية، وباشرت عمليات المسح والتنظيف في المنطقة الصناعية”.

وبيّن أن المنطقة الصناعية تُعد من أكثر المناطق تضرراً وتلوثاً بمخلفات الحرب، بسبب استخدامها كمستودعات عسكرية من قبل النظام السابق وميليشياته، موضحاً أن العمل يتطلب “الالتزام الصارم من قبل الأهالي بعدم الاقتراب من منطقة العمليات تحت أي ظرف”.

ونبّه إلى أنه قد يتخلل عملية التنظيف تفجيرات محدودة للذخائر التي لا يمكن نقلها بأمان، لذا نؤكد على السكان عدم الدخول إلى المنطقة، وطمأنتهم بأن هذه التفجيرات تتم ضمن إجراءات أمنية دقيقة ولا تشكل خطراً على الأحياء السكنية.

العمل يستغرق شهرين قابلة للتمديد

وذكر طارق حصوة، رئيس مجلس مدينة القصير في حديث لمنصة سوريا ٢٤، أن: “المدة المتوقعة لإتمام عمليات إزالة المخلفات في المنطقة الصناعية هي شهرين من تاريخ بدء العمل، لكنها قد تُمدّد حسب حجم المخلفات المكتشفة وطبيعة التضاريس”.

وتابع: “المنطقة الصناعية لم تكن صالحة للعمل منذ سنوات، حيث دُمّرت معظم مبانيها ومرافقها، باستثناء جزء صغير تمت إعادة تأهيله محلياً واستُخدمت بعض محلاته كورش صغيرة”.

ولفت إلى أنه “لا توجد حالياً مناطق بديلة مُعدّة لاستقبال النشاطات الصناعية أو التجارية خلال فترة التنظيف”، داعياً إلى “ضرورة دعم المدينة بمشاريع تنموية تُعيد لها دورها الاقتصادي بعد اكتمال التطهير”.

وحول إجراءات السلامة، أكد حصوة أن “آلية التواصل مع السكان ستتم عبر الصفحات والمنصات الإعلامية المحلية، حيث سيتم إبلاغهم بأي تفجيرات مقررة أو تحذيرات أمنية مسبقة”، مشدداً على أن “الهدف هو الحفاظ على سلامة المدنيين ومنع أي حوادث قد تنتج عن لمس أو تحريك ذخائر غير منفجرة”.

القصير “مُلوثة بشدة” وفريق توعية نشط في الميدان

من جانبه، نوّه رائد الحسون، مسؤول عمليات مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري، إلى “مستوى خطير من التلوث بمخلفات الحرب في مدينة القصير، واصفاً الوضع بأنه “من أصعب الحالات التي واجهتها الفرق المتخصصة في حمص”.

وقال الحسون في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “في مراحل سابقة، أرسلنا فرق طوارئ للتعامل مع الذخائر المتفجرة في ريف حمص الشمالي، مثل الرستن وتلبيسة، حيث واجهنا كميات هائلة من قنابل عنقودية تعود إلى القصف الأخير للنظام وحليفه الروسي”.

وأضاف: “بعد تحرير القصير، توجهنا إلى المدينة، وفوجئنا بمستوى التلوث الكبير جداً، مع تسجيل إصابات متكررة بين المدنيين، خصوصاً الأطفال، نتيجة لعبهم بذخائر صغيرة أو تحريك أجسام غريبة ظنوها غير خطرة”.

وأشار الحسون إلى أن “الدفاع المدني أنشأ مركزاً متخصصاً لمخلفات الحرب في القصير، مهمته إتلاف الذخائر غير المنفجرة وتأمينها وفق الإجراءات الدولية”، لافتاً إلى تشكيل “فريق غير تقني للبحث المجتمعي عن المخلفات”، يعمل على رصد المواقع المشبوهة بالتعاون مع الأهالي.

وأكد أن “فريق التوعية الميداني يعمل بشكل مستمر في المدارس والأحياء السكنية لنشر الوعي حول مخاطر الذخائر غير المنفجرة، وكيفية التعامل معها دون لمسها أو نقلها”، داعياً الأهالي إلى “الإبلاغ الفوري عن أي جسم غريب عبر خطوط الطوارئ”.

الدعم النرويجي: شراكة حيوية في مسار إعادة الإعمار

تُعد المنظمة الشعبية النرويجية (NPA) إحدى أبرز الجهات الدولية الداعمة لعمليات إزالة المتفجرات في سوريا، وتُعرف بخبرتها العالية في التعامل مع المخلفات الحربية في مناطق النزاع.

وتعمل في القصير ضمن خطة شاملة تشمل المسح الميداني، وتحديد المواقع الخطرة، وإزالة الذخائر يدوياً أو عبر التفجير الآمن.

ويعتبر انطلاق العمل في المنطقة الصناعية خطوة محورية، إذ تمثل هذه المنطقة رقعة جغرافية استراتيجية يمكن أن تُستثمر مستقبلاً في مشاريع إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية، شريطة تطهيرها بالكامل من أي خطر حربي.

السكان بين الأمل والقلق

في المقابل، يعيش سكان القصير حالة من الترقب، يجمع بين الأمل بعودة الحياة إلى مدينتهم، والقلق من صخب التفجيرات وتأثيرها على الوضع النفسي، خصوصاً لدى الأطفال.

ومع استمرار أعمال إزالة مخلفات الحرب، يُنظر إلى مدينة القصير كنموذج محتمل لعملية إعادة إعمار متكاملة، تبدأ بالتطهير، ثم تأهيل البنيةالتحتية، وتشجيع الاستثمار المحلي.

مقالات ذات صلة