أثارت وفاة الشاب يوسف لباد في الجامع الأموي بدمشق موجة من الجدل، بعد تضارب الروايات بين عائلته ووزارة الداخلية السورية حول ملابسات الحادثة التي وقعت يوم أمس الثلاثاء.
زوجة لباد، الذي كان لاجئاً في ألمانيا منذ نحو 13 عاماً قبل أن يعود مؤخراً إلى سوريا، نشرت عبر فيسبوك اتهامات للأجهزة الأمنية بالتسبب بوفاته “تحت التعذيب”، مشيرة إلى وجود “آثار تعذيب في أنحاء جسده”، وفق تعبيرها. وأضافت أن زوجها كان قد عاد إلى البلاد قبل يومين فقط من الحادثة، مطالبة بفتح تحقيق شفاف ومحاسبة المسؤولين عن وفاته.
توضيح وزارة الداخلية
في المقابل، قال قائد الأمن الداخلي في محافظة دمشق العميد أسامة محمد خير عاتكة إن الشاب كان في “حالة نفسية غير مستقرة” لدى دخوله الجامع الأموي، وإنه “بدأ بالتفوه بعبارات غير مفهومة” قبل أن يتم التعامل معه من قبل عناصر حماية المسجد.
وأوضح عاتكة أن لباد، أثناء وجوده في غرفة الحراسة، “أقدم على إيذاء نفسه بشكل عنيف عبر ضرب رأسه بأجسام صلبة، ما تسبب له بإصابات بالغة” توفي على إثرها رغم استدعاء الإسعاف. وأكد المسؤول الأمني أن جميع العناصر الذين كانوا في موقع الحادثة قد أُحيلوا إلى التحقيق وأن “التحقيقات ستتم بكل شفافية ودقة”.
موقف أهالي حي القابون
في سياق متصل، ذكر مركز القابون الإعلامي على صفحته في فيسبوك أن وفداً من وزارة الداخلية زار حي القابون لتقديم العزاء لعائلة الفقيد. وقال المركز إن أهالي ووجهاء الحي “يثمنون هذه البادرة” من الوزارة ويتابعون التحقيقات عن كثب، بانتظار التقرير الرسمي الذي سيكشف نتائج التحقيقات.
الحادثة أثارت ردود فعل واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي في سوريا وخارجها، حيث دعا ناشطون ومنظمات حقوقية إلى كشف جميع الملابسات ومحاسبة أي طرف قد يكون متورطاً في انتهاكات.