“ربع الموسم فقط”.. خسائر كبيرة في موسم الفستق الحلبي بريف إدلب وحماة رغم الأسعار الجيدة

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

رغم تسجيل أسعار جيدة للفستق الحلبي هذا العام في الأسواق المحلية، فإن المزارعين في ريفي إدلب الجنوبي وحماة الشمالي يواجهون موسماً مخيباً للآمال، مع تدني الإنتاج إلى نحو ربع ما كان يُنتج في السنوات السابقة، نتيجة الإهمال والظروف المناخية وسيطرة نظام الأسد على الأراضي لفترة طويلة تسببت بنتائج كارثية على الأشجار المثمرة.

في بلدة التمانعة بريف إدلب الجنوبي، يقول المزارع ثائر البكري لـ”سوريا 24″: “نحن نعيش أسوأ موسم منذ سنوات، ما وصلنا إليه لا يتجاوز ربع الإنتاج السنوي المعتاد، والسبب يعود لتراكم سنوات من الإهمال، وعدم قدرة المزارعين على تقديم الرعاية الكافية لأشجار الفستق بسبب الحرب والغياب التام للخدمات الزراعية”.

وأشار البكري إلى أن الأسعار الحالية في الأسواق تُراوح بين 3 إلى 4 دولارات للثمار “العرموش” (غير المفروزة)، وتصل إلى 7 أو 8 دولارات للثمار المفروزة والمستوية، لكنه لفت إلى أن هذه الأسعار لا تعوّض الخسائر، بسبب انخفاض الكميات المنتجة وتكاليف العناية المرتفعة.

وفي بلدة مورك بريف حماة الشمالي، وهي من أشهر مناطق زراعة الفستق الحلبي في سوريا، يؤكد التاجر أبو زهير أن الإقبال على الشراء جيد والأسعار مناسبة، لكن الموسم ضعيف، موضحًا أن سعر “العرموش” يتراوح حول 4 دولارات، بينما تراوح سعر الفستق المستوي بين 9 دولارات قبل يومين و8.5 دولارات حاليًا، ما يعكس تقلّباً يومياً حسب العرض.

ويُجمع المزارعون على أن أسباب تدني الإنتاج هذا العام تعود بشكل أساسي إلى ما خلفته سنوات النزاع، إذ فقدت مناطق زراعة الفستق، مثل التمانعة ومورك، آلاف الأشجار بسبب الإهمال وقلة العناية، بالإضافة إلى  التحطيب المنظم الذي مارسته قوات النظام خلال سيطرتها السابقة على تلك المناطق، حيث قُطعت أشجار مثمرة بكاملها وبيعها كحطب للتدفئة.

ويضيف البكري: “حتى الأشجار التي نجت من التحطيب، لم تسلم من الحشرات والآفات الضارة، إضافة إلى الجفاف، في ظل غياب الدعم الزراعي أو حتى التوجيه الفني للمزارعين، وهذا ما جعل الموسم الحالي خسارة كبيرة للجميع”.

يُعد الفستق الحلبي من أهم المحاصيل الاستراتيجية في شمال سوريا، نظراً لقيمته الاقتصادية العالية ومكانته في الأسواق المحلية والإقليمية، حيث كانت سوريا تصدّره قبل الحرب إلى عدة دول عربية وأوروبية، فيما تسعى المجتمعات المحلية اليوم لإعادة إحياء هذا القطاع رغم ضعف الإمكانات وتردي الواقع الزراعي.

مقالات ذات صلة