وصل وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، اليوم إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث يجري مباحثات موسعة مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، في زيارة وُصفت بأنها تحمل طابعًا استراتيجيًا في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية التي تشهدها الساحة السورية.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن المباحثات بين الجانبين “ستكون موسعة للغاية” وتشمل طيفًا واسعًا من القضايا، في مقدمتها العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والتجارية، إضافة إلى القضايا السياسية المعقدة التي تمر بها المنطقة، وسبل دعم سوريا للخروج من أزمتها الحالية.
من جهته، أكد الوزير الشيباني حرص دمشق على بناء “علاقة صحيحة وسليمة” مع روسيا تقوم على التعاون والاحترام، مضيفًا أن سوريا تتطلع لأن تقف موسكو إلى جانبها في هذه المرحلة المفصلية، لا سيما في ظل “الفرص الكبيرة التي بدأت تتشكل بعد الإطاحة بالنظام البائد”، حسب تعبيره.
وأوضح الشيباني في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو، أن الحكومة السورية عملت منذ 8 ديسمبر على ملء الفراغ السياسي والحفاظ على مؤسسات الدولة، مشيرًا إلى أن دمشق تبذل جهودًا للمّ شمل السوريين في الداخل والخارج، وتفتح أبوابها أمام العالم لبناء علاقات قائمة على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده تدعم بشكل كامل وصادق مسار العدالة الانتقالية في سوريا، معتبرًا أن الخطوات التي أعلنها الرئيس السوري أحمد الشرع من شأنها أن تساعد البلاد على تجاوز أزمتها الممتدة منذ سنوات. وأضاف لافروف أن المباحثات مع الشيباني تناولت سبل تعزيز التعاون في جميع المجالات، بما فيها الجوانب الاقتصادية والأمنية، مشيرًا إلى اتفاق الطرفين على “إعادة النظر في كل الاتفاقيات التي أبرمت سابقًا” بين موسكو ودمشق.
وشدد لافروف على رفض بلاده “جميع العقوبات الغربية المفروضة على سوريا”، ودعا إلى رفعها، مؤكدًا في الوقت ذاته أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تمثل “انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي” ويجب وقفها فورًا، داعيًا الرئيس الشرع لحضور القمة العربية الروسية في موسكو التي ستعقد في شهر تشرين الأول/أكتوبر القادم.
من جانبه، أكد الشيباني أن سوريا تسعى لتوظيف علاقاتها الخارجية لخدمة الشعب السوري، وأن الحوار مع موسكو “خطوة استراتيجية” على طريق إعادة البناء والاستقرار، لافتًا إلى أن لجنة خاصة شُكلت لإعادة النظر بجميع الاتفاقات الموقعة مع روسيا بما يضمن مصلحة السوريين في مرحلة إعادة الإعمار.
وحذر الوزير السوري من أن “أي سلاح خارج إطار الدولة سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار، كما حدث في السويداء مؤخرًا”، مشددًا على أن الدولة وحدها هي الضامن الحقيقي لأمن المدنيين. كما اعتبر أن التدخلات الإسرائيلية تعقد المشهد السوري، متهمًا جهات خارجية بـ”عدم الرغبة في رؤية سوريا مستقرة وآمنة”.
واختتم الشيباني بالقول إن الانتخابات التشريعية المزمع إجراؤها في أيلول المقبل تمثل خطوة مهمة على طريق تمثيل جميع فئات الشعب السوري، مشيرًا إلى أن الحكومة السورية تعول على دعم الحلفاء، وفي مقدمتهم روسيا، لإنجاح هذا المسار.