تشهد الأراضي الزراعية في محافظة الرقة تفشيًا واسعًا لدودة الحشد الخريفية، المعروفة أيضًا بدودة ساق الذرة، ما تسبب في حالة من القلق المتصاعد بين المزارعين الذين لم يتعافوا بعد من خسائر الموسم الماضي إثر تضرر محصول القمح. هذا الانتشار السريع للآفة ينذر بخسائر جديدة قد تطال محصول الذرة، الذي يُعد من المحاصيل الأساسية في المنطقة، ويُهدد سبل عيش المزارعين ومصدر دخلهم الرئيسي.
خصائص الآفة وخطرها المتزايد
تتميز دودة الحشد الخريفية بقدرتها الكبيرة على التكاثر السريع ومهاجمة سيقان وأوراق الذرة، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع واضح في جودة وكميات الإنتاج. وفي الأسابيع الأخيرة، لاحظ المزارعون في الرقة تزايدًا ملحوظًا في أعداد هذه الآفة داخل الحقول، ما دفعهم للمطالبة بتدخل فوري من الجهات الزراعية المختصة للحد من انتشارها وإنقاذ المحصول.
شهادات من الميدان
أعرب المزارع حسن الحسن (28 عامًا) عن مخاوفه، قائلًا: “خسرنا الموسم الماضي محصول القمح، والآن نخشى أن نخسر موسم الذرة بسبب هذه الدودة.”
وأوضح أن تكلفة المكافحة تشكّل عبئًا إضافيًا على المزارعين، حيث يتطلب كل دونم زراعي نحو 7 دولارات لشراء المبيدات وتنفيذ عمليات الرش، مما يزيد من الأعباء المالية على المزارعين في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
بدوره، أكد المزارع فواز الجاسم (29 عامًا) أن “تأخر مكافحة الآفة أو التغاضي عنها سيؤدي إلى خسائر فادحة”، مشيرًا إلى أن الدودة تهاجم نواة القصب، ما يتسبب في تلف الشجيرات بشكل كامل.
أما المزارع سامي العلي (47 عامًا)، فقد أبدى استياءه من غياب دور الجهات المختصة، مضيفًا: “لا أعلم ما هو عمل مكتب الإرشاد في لجنة الزراعة، إذ إن الدودة فتكت بمعظم الحقول دون أي رقابة أو توجيه من المعنيين.”
رأي الخبراء
في تصريح خاص لموقع “سوريا 24″، أوضح المهندس الزراعي مضر العبد أن دودة الحشد الخريفية تُعد العدو الرئيسي لمحصول الذرة الصفراء، إذ تسبب تلف نواة الشجيرات، مما يؤدي إلى عقمها وعدم إنتاجها للثمار.
وشدد العبد على أهمية التحرك السريع من قبل المزارعين، داعيًا إياهم إلى استخدام المبيدات المناسبة فور رصد الإصابات في الحقول، للحد من حجم الخسائر المحتملة.
دعوة عاجلة للتحرك
في ظل هذا التفشي المتسارع للآفة، يجد مزارعو الرقة أنفسهم أمام تحدٍ جديد يتطلب استجابة سريعة من الجهات الزراعية المختصة، سواء عبر توفير الدعم الفني والإرشادي أو تأمين المبيدات اللازمة بأسعار مناسبة، لتفادي كارثة زراعية قد تُهدد الأمن الغذائي في المنطقة.
