الحسكة: توقف الأفران العامة في الشدادي يعمق معاناة السكان

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تشهد مدينة الشدادي في محافظة الحسكة أزمة خبز حادة منذ عدة أيام، نتيجة توقف الأفران العامة عن العمل بسبب انقطاع توريد مادة الطحين، ما دفع السكان إلى الاعتماد على الأفران الخاصة التي لا تغطي الطلب وتبيع الخبز بأسعار مرتفعة تفوق القدرة الشرائية لعدد كبير من العائلات.

توقف تام للأفران العامة

أفاد مراسل “سوريا 24” بأن جميع الأفران العامة في الشدادي توقفت عن العمل منذ أكثر من ثلاثة أيام، ما أدى إلى نقص حاد في الخبز، وهو المادة الأساسية في غذاء السكان. وبحسب الأهالي، فإن الجهات المعنية لم تصدر حتى الآن أي توضيحات رسمية حول أسباب انقطاع الطحين أو موعد استئناف التوزيع.

“نسأل باستمرار عن السبب، فيقال لنا إنه لا يوجد طحين. لا توجد جهة تشرح أو تطمئن الناس، وكل ما نحصل عليه هو الصمت أو الوعود غير المؤكدة”، يقول أبو محمد، أحد سكان المدينة، مضيفًا أن البعض اضطر إلى شراء أكياس طحين بأسعار مرتفعة وصلت إلى 20 دولارًا للكيس، بينما اتجه آخرون إلى الأفران الخاصة رغم ضعف الجودة وارتفاع السعر.

تكاليف إضافية ومعاناة يومية

يعاني السكان من صعوبة الوصول إلى الخبز حتى من خارج المدينة، إذ إن أقرب مدينة يمكن الحصول منها على الخبز هي الحسكة، وتبعد نحو 60 كيلومترًا عن الشدادي، ما يشكل عبئًا ماليًا وجسديًا كبيرًا على الأهالي، خاصة في ظل موجة الحر الحالية.

“نحن نعيش في ظروف صعبة، والذهاب إلى الحسكة لشراء الخبز يشبه السفر الطويل”، يقول أبو محمد، مضيفًا أن خبز الأفران الخاصة لا يكفي لتلبية حاجة العائلات الكبيرة: “عائلتي مكونة من سبعة أشخاص، ونحتاج إلى أربع ربطات خبز على الأقل يوميًا، لكن ما نحصل عليه لا يسد الجوع، كما أن الخبز لا يبقى طازجًا حتى منتصف النهار.”

الخبز المدعوم غير منتظم

من جانبه، يقول المواطن أبو وليد، وهو أيضًا من سكان الشدادي: “نضطر يوميًا إلى شراء الخبز من الأفران الخاصة، رغم أن الأسعار مرتفعة، ولا توجد كميات كافية لتغطية الطلب، خاصة للعائلات ذات العدد الكبير من الأفراد”. ويضيف أن الخبز الموزع عبر المعتمدين الحكوميين لا يفي بالغرض، وغالبًا ما تكون جودته غير مستقرة.

دعوات إلى تدخل عاجل

يطالب الأهالي بتدخل الجهات المعنية بشكل عاجل لحل أزمة الطحين، وضمان استمرار عمل الأفران العامة، وتوزيع الخبز بشكل عادل ومنتظم. كما يدعون إلى شفافية أكبر في شرح أسباب الأزمة وخطط معالجتها، لتفادي تضخيم الإشاعات والتكهنات التي تزيد من حالة القلق لدى السكان.

أزمة الخبز تفاقم معاناة الشدادي

في ظل الظروف المعيشية الصعبة وتدهور الخدمات الأساسية، تشكل أزمة الخبز في الشدادي مثالًا جديدًا على التحديات اليومية التي يواجهها السوريون. ويؤكد سكان المدينة أن ما يحتاجونه ليس مجرد وعود، بل حلول عملية تضمن توفر مادة الخبز بشكل منتظم، وتضع حدًا لمعاناة لا تقتصر على الجوع فحسب، بل تمتد لتشمل انعدام الثقة وغياب الأمان الغذائي.

مقالات ذات صلة