دير الزور: تطهير الأحياء من مخلفات الحرب بجهود محلية وعسكرية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

في خطوة تُعد من أولويات إعادة الاستقرار والحياة الطبيعية إلى مدينة دير الزور، شرع مجلس محافظة دير الزور، بالتعاون مع وحدات الهندسة العسكرية، في عمليات مسح وإزالة مكثفة لمخلفات الحرب من حيي الصناعة والمطار القديم، في ظل مخاوف متزايدة من تهديدات تشكلها هذه المخلفات على حياة المدنيين وفرص إعادة الإعمار.

مخلفات حربية في المناطق السكنية

وأكد ماجد حطاب، مدير مجلس مدينة دير الزور، في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “وصلتنا كثير من الشكاوى من أهالي حيي الصناعة والمطار القديم، تفيد بوجود مخلفات حربية في مناطقهم السكنية، إضافة إلى أحياء أخرى في المدينة”.

وتابع: “نقلنا هذه الشكاوى فورًا إلى السيد المحافظ، الذي وجّه على الفور وحدات الهندسة العسكرية بإجراء مسح ميداني شامل لهذه المناطق وجمع أي مخلفات حربية تم العثور عليها”.

وأضاف: “لقد سبق أن خضنا تجربة مشابهة في حي الحويقة الغربية، حيث قامت فرق الهندسة العسكرية من الفرقة 86، بناء على طلب من البلدية، بمسح كامل للمنطقة، وعثرت على ما بين 15 إلى 20 قطعة من الذخائر غير المنفجرة، من قذائف وعبوات. هذا يدل على أن الخطر حقيقي”.

سلامة الأهالي تتطلب توعية شعبية مستمرة
وأكد أن “ضمان سلامة المدنيين لا يُبنى فقط على عمليات المسح، بل يتطلب توعية شعبية مستمرة من خلال لجان الأحياء والدوائر المختصة، مع ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي جسم مشبوه. وللعلم، لم نسمع عن أي حالات وفاة ناتجة عن مخلفات حربية في حيي الصناعة أو المطار القديم، وإن وُجدت أي حالات، فلم يتم الإبلاغ عنها رسميًا”.

تحديات تعيق عودة الحياة للمدينة

وتأتي هذه العملية بعد تزايد الشكاوى من قبل السكان المحليين، الذين أبلغوا عن انتشار ملحوظ للألغام والذخائر غير المنفجرة في مناطق متفرقة من المدينة، لا سيما في الأحياء التي شهدت معارك ضارية خلال سنوات النزاع الممتد.

من جهته، أشار مالك العبيد، أحد سكان مدينة دير الزور، إلى أنه “في ظل الواقع الخدمي المتردي وإعادة الإعمار البطيئة، تبرز تحديات كثيرة تعيق عودة الحياة إلى طبيعتها، سواء على صعيد تأمين الكهرباء، والماء، أو تعبيد الطرق، أو إزالة أنقاض البيوت المدمرة التي دمرتها قوات الأسد والمليشيات الطائفية التي عاثت في دير الزور فسادًا وتدميرًا”.

وأضاف في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “ما تزال مخلفات الحرب تشكل تهديدًا حقيقيًا للمنطقة الشرقية بأكملها، وتشكل عائقًا كبيرًا أمام الشركات والمستثمرين الراغبين في الدخول إلى دير الزور لإعادة الإعمار. هناك الكثير من المناطق، لا سيما تلك التي كانت مراكز للمليشيات الإيرانية، والتي لا تزال تحتوي على مستودعات أسلحة قديمة ومتفجرات متروكة، تشكل خطرًا داهمًا على السكان”.

وطالب العبيد بـ”ضرورة تدقيق هذه المناطق وتنظيفها من المخلفات الحربية قبل الشروع بأي مشروع تنموي أو بنى تحتية، لأن أي استثمار دون ضمان السلامة سيكون مهددًا منذ بدايته”.

قريبًا: إنشاء مركز متخصص لإزالة المخلفات الحربية

وكان رائد الحسون، مسؤول عمليات مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري، قال في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “إن محافظة دير الزور تُعد من أكثر المحافظات تلوثًا بمخلفات الحرب في سوريا، وذلك بسبب تنوع القوى التي سيطرت على المدينة على مدار سنوات الحرب، من تنظيم داعش إلى قوات النظام السابق والمليشيات المدعومة من إيران، مرورًا بالتحالف الدولي، وكل منها استخدم أنواعًا مختلفة من الذخائر، من القنابل العنقودية إلى العبوات الناسفة والقذائف غير المنفجرة”.

وأشار إلى أن “الهدف القريب هو إنشاء مركز متخصص لإزالة المخلفات الحربية في مدينة دير الزور، بالتعاون مع منظمات دولية متخصصة في هذا المجال، لتقديم الدعم الفني واللوجستي، وتدريب الكوادر المحلية، بما يضمن استدامة العمل وتحقيق حماية فعلية للمدنيين”.

وتشهد أحياء متعددة في مدينة دير الزور، مثل الصناعة والمطار القديم والحويقة، تدهورًا في البنية التحتية، إلى جانب بقاء آثار الحرب بوضوح، حيث تنتشر الأنقاض والمخلفات الحربية في الحدائق، الأزقة، وحتى داخل المنازل المهدمة. ورغم الجهود الأولية التي تبذلها الجهات المحلية والهندسية العسكرية، إلا أن العمل ما يزال بحاجة إلى دعم مالي وتقني أكبر، لمواكبة خطورة الوضع.

ولا توجد حتى الآن إحصائيات رسمية موثقة حول عدد الإصابات أو الوفيات الناتجة عن انفجار مخلفات حربية في دير الزور، لكن تبقى مسألة إزالة المخلفات الحربية شرطًا أساسيًا لأي مشروع إعادة إعمار حقيقي، إذ لا يمكن الحديث عن التنمية أو العودة الآمنة للنازحين ما دام الخطر يكمن تحت الأنقاض.

مقالات ذات صلة