الرقة: عائلة المنصور تواجه التهجير بالحرف اليدوية بعد فقدان مصدر رزقها

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

اضطرت عائلة رائد المنصور (40 عامًا) إلى مغادرة قريتهم الواقعة في بادية الرصافة جنوب مدينة الطبقة، عقب سيطرة الميليشيات الإيرانية عليها خلال سنوات حكم النظام السابق. لم تكتفِ هذه الميليشيات ببسط نفوذها على المنطقة، بل مارست انتهاكات جسيمة بحق السكان، وألحقت دمارًا واسعًا بمصادر رزقهم.

يقول رائد بأسى: “الميليشيات قتلت أغنامنا، وهي مصدر رزقنا الوحيد، وارتكبت فظائع لن تُمحى من ذاكرتنا. اضطررنا للفرار حفاظًا على حياة أطفالنا، فالبقاء هناك كان انتحارًا.”

فقدان مصدر العيش

كانت حياة العائلة تعتمد كليًا على تربية الأغنام، وهي مهنة استثمرت فيها سنوات من الجهد والصبر. لكن مع فقدان القطيع، وجدت نفسها فجأة بلا أي دخل، لتبدأ رحلة شاقة في البحث عن بديل بمدينة الرقة.

حرفة القصب اليدوية كملاذ أخير

في الرقة، ورغم الاستقبال الطيب، كانت فرص العمل محدودة. لجأت العائلة إلى حرفة صناعة القصب اليدوية. يوضح رائد: “نذهب إلى أطراف الحقول بحثًا عن القصب قرب مصارف المياه، ثم نحمله إلى البيت لنغزله ونحوّله إلى منتجات تقليدية نبيعها بأسعار زهيدة.”

ويتابع: “العمل في المستنقعات شاق ومحفوف بالمخاطر، من الأمراض إلى صعوبة الحركة وسط الطين، لكنه الخيار الوحيد المتاح.”

التحديات لا تقتل الأمل

رغم مشقة العمل وقلة العائد المادي، إلا أن الإقبال الشعبي على هذه المنتجات ساهم في دعم العائلة ومساعدتها على الصمود. يشير رائد: “هذا العمل لا يعوّض ما فقدناه، لكنه يثبت أننا لا زلنا قادرين على التكيّف والبحث عن بداية جديدة.”

حلم العودة وبناء المستقبل

ما تزال العائلة تحلم بالعودة إلى قريتهم. يقول رائد: “أحلم أن يعمّ السلام بادية الرصافة، وأن نعيد بناء ما هُدم، وأعود إلى تربية الأغنام. هذه المهنة الشاقة لا تضاهي حياتنا السابقة، لكنها تبقينا واقفين على أقدامنا.”

نموذج لمعاناة المهجّرين

تعكس قصة عائلة المنصور معاناة آلاف الأسر المهجّرة التي فقدت كل شيء، واضطرت إلى خوض تجارب قاسية في سبيل البقاء. ورغم قسوة الظروف، تبقى هذه العائلات رمزًا للإصرار والصبر، وإرادة الحياة وسط ركام الأزمات.

من أجل السلام والاستقرار

يبقى أمل عائلة المنصور، كما هو حال الكثير من العائلات النازحة، أن يعود الأمن والاستقرار، لتطوى صفحة النزوح والمعاناة، ويعود الناس إلى منازلهم وأرضهم، فبلا سلام، لا يمكن بناء مستقبل كريم وآمن.

مقالات ذات صلة