حذّرت إدارة أحد المستشفيات المتخصصة في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة من احتمال توقف عدد من خدماته الحيوية خلال الأشهر المقبلة، بسبب النقص الحاد في الموارد الطبية والدوائية، وانعدام الدعم المالي، ما يهدد استمرارية الرعاية التي يقدمها للمرضى المصابين بأمراض مزمنة، وخاصة السرطان والثلاسيميا.
المرفق الطبي، الذي افتُتح في عام 2023 كأول مركز مجاني من نوعه في المنطقة، يقدم خدماته على مدار الساعة لعشرات المرضى القادمين من مدن وبلدات مختلفة في شمال وشرق البلاد.
وتشمل الخدمات المقدمة العلاجات الدوائية، الرعاية التخصصية، والمتابعة النفسية، لا سيما للأطفال، في بيئة تعاني أصلاً من هشاشة البنية الصحية وندرة الإمكانات.
إدارة المستشفى أطلقت في بيان نداءً عاجلاً ناشدت فيه المنظمات الإنسانية والمجتمع الطبي المحلي والدولي المساهمة في تأمين الأدوية الأساسية، والمعدات الطبية اللازمة لتشغيل بعض الأقسام غير المفعّلة، وعلى رأسها قسم الحروق، الذي ما زال خارج الخدمة منذ أكثر من عام بسبب غياب التمويل.
وقال أحد المشرفين في المستشفى لموقع سوريا 24، إن القسم المخصص لعلاج الأورام يتمكن حالياً من تغطية ما يقارب 70% من احتياجات المرضى الدوائية، لكنه يواجه صعوبات مستمرة في توفير الأدوية المتخصصة.
وأضاف أن “تأمين الجرعات بشكل منتظم مسألة حياة أو موت بالنسبة للعديد من المرضى، ونحن نعمل بإمكانات محدودة وعلى حافة الانقطاع”.
وأوضح أن المستشفى يستقبل مرضى من مناطق نائية، أغلبهم غير قادرين على تغطية تكاليف العلاج في المراكز الخاصة، أو السفر إلى محافظات أخرى، مشيرًا إلى أن “ما يُقدم في هذا المكان هو في الأساس تعويض عن غياب البدائل، ولا يمكن ترك المرضى وحدهم في مواجهة هذه الظروف”.
وعن قسم الحروق، أوضحت إدارة المستشفى، أن القسم كان من المفترض أن يدخل الخدمة مطلع العام الجاري، وتم تجهيز جزء من البنية الأساسية، إلا أن نقص المعدات والأجهزة اللازمة حال دون تشغيله حتى الآن.
كما أكدت إدارة المستشفى أن استمرار غياب الدعم قد يؤدي إلى تقليص عدد الخدمات المقدمة، وربما إغلاق بعض العيادات التخصصية، داعية الجهات الصحية المعنية، والهيئات الدولية، إلى عدم تجاهل هذا الملف الذي يمس حياة المئات من المرضى يومياً.
وفي ظل غياب مراكز بديلة تقدم العلاج المجاني لمرضى السرطان والثلاسيميا في شمال شرق سوريا، بات المستشفى يشكل الملاذ الوحيد للمرضى، ما يضاعف الضغط عليه ويزيد من أهمية الحفاظ على قدراته التشغيلية.
تقول إحدى المريضات، وهي والدة لطفلة تتلقى العلاج منذ أشهر: “نعرف جيداً ما يعنيه انقطاع الدواء، ونخشى أن نعود لمرحلة العجز والانتظار”.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن مئات المرضى يستفيدون شهرياً من الخدمات المقدمة، ما يجعل مسألة تمويل المستشفى وتوفير الدعم التقني والدوائي ضرورة إنسانية عاجلة تتطلب تحركاً جماعياً من كافة الجهات الفاعلة في المجال الصحي والإغاثي داخل البلاد وخارجها.