تنطلق مساء اليوم الثلاثاء حملة وطنية تحت عنوان “السويداء في قلب سوريا”، حيث دعا منظموها السوريين إلى المشاركة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بعد الساعة الثامنة مساء، باستخدام الوسم: #السويداء_في_قلب_سوريا.
تهدف الحملة، بحسب القائمين عليها، إلى كسر العزلة التي فرضتها التطورات الأخيرة، وإعادة بناء الجسور بين محافظة السويداء وباقي المحافظات السورية، من خلال خطاب وطني جامع يرفض الانقسام والتجييش الطائفي.
رسائل الحملة وأهدافها
باسل منصور، صحفي وناشط سياسي سوري وأحد منظمي الحملة، يقول لمنصة سوريا 24 إنّ المبادرة التي انطلقت في وقت حساس، تهدف إلى مواجهة محاولات جرّ السوريين إلى التصادم.
يوضح أن الحملة تسعى إلى تحشيد الوعي الوطني وترسيخ فكرة أن وحدة سوريا هي المدخل الحقيقي لأي مستقبل مستقر وآمن.
وأشار إلى أن الرسائل الأساسية للحملة تؤكد أن السويداء جزء أصيل من سوريا، وأن السوريين، رغم اختلافاتهم، يتشاركون مصيرًا واحدًا.
وشدد منصور على رفض الحملة لخطاب الكراهية، ومواجهتها لأي محاولات للتقسيم أو التغيير الديمغرافي، وأنها تهدف أيضًا إلى نشر روح الانتماء والمحبة بدل المواجهة.
الأنشطة والمنهجية
تعمل الحملة حاليًا عبر الفضاء الرقمي، من خلال نشر فيديوهات وشهادات ومنشورات توعوية يشارك فيها سوريون من مختلف المناطق.
ووفقًا لمنصور، قد تتطور الحملة لاحقًا لتشمل مبادرات ميدانية وإنسانية لتعزيز التضامن وإحياء التواصل.
ويرى أن هذه الحملة تمثل بداية مشروع وطني أوسع، يبدأ بالتواصل الشعبي ويتطور إلى مبادرات تضامنية، وصولًا إلى الدفع باتجاه حلول سياسية وأمنية تضع حماية المدنيين في صدارة الأولويات.
من يقف وراء الحملة؟
وفيما يتعلّق بالقائمين على الحملة ومن يقف وراءها، بيّن منصور أن الحملة أُطلقت من قبل إعلاميين ونشطاء سوريين مستقلين، ولا تمثل أي جهة رسمية أو حزبية.
وشدد على أن التحرك نابع من انتماء وطني خالص، يرفض الاصطفاف والانقسام، ويضع مصلحة البلاد فوق كل اعتبار.
التحديات والاستجابة
يعترف منصور بأن أي تحرك وطني في ظل الاستقطاب سيُواجه بالتشكيك أو الرفض، إلا أن القائمين على الحملة ملتزمون بضبط الخطاب وتجنب السجالات، مؤمنين بأن النقاش المفتوح هو الطريقة المثلى للتعامل مع الاعتراضات.
وفي رسالة وجّهها لأهالي السويداء، يقول منصور: إنّ “ما يحدث في المحافظة ليس شأنًا محليًا، بل وطنيًا.. إخوتكم في الجنوب وفي عموم سوريا يمدّون أيديهم إليكم. أنتم في قلب سوريا، وفي قلوبنا”.
أما لباقي السوريين، فدعاهم إلى رفض الخطابات التحريضية والطائفية، مؤكدًا أن اللحظة الراهنة، رغم صعوبتها، تمثل فرصة لتجاوز الانقسام بالوعي لا بالكراهية.
هل تصنع الحملة فرقًا؟
يختم منصور حديثه، بالقول: “ربما لا تغيّر هذه الحملة كل شيء، لكنها تغيّر الاتجاه، وتمنح الناس صوتًا بديلاً”، وأنها “محاولة لكسر الصمت، وفتح أفق وطني في زمن الانغلاق.. أحيانًا كلمة واحدة تصنع فارقًا… ونحن مؤمنون بذلك”.