حماة: جفاف نهر العاصي يهدد الزراعة والنظم البيئية

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

يشهد مجرى نهر العاصي في محافظة حماة هذا العام حالة جفاف غير مسبوقة، ما أثار قلقًا واسعًا لدى المزارعين والخبراء والجهات المعنية، نظرًا لتأثيراته السلبية الواسعة على الزراعة والبيئة والصحة العامة.

وأوضح المهندس بشير عساف من مديرية الموارد المائية في حماة في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “أن أسباب الجفاف تعود إلى عاملين رئيسيين، أولهما التغيرات المناخية، حيث سجّلت معدلات هطول الأمطار والثلوج أدنى مستوياتها في كل من مرتفعات لبنان وسوريا، وخاصة في جبال لبنان الغربية التي تعد المصدر الأساسي لتغذية النهر”.

أما السبب الثاني فهو الاستهلاك البشري المفرط، خاصة من خلال السحب غير المنظم لمياه النهر لأغراض الري الزراعي، دون ضوابط تحافظ على استدامة المورد المائي.

آثار كارثية على الزراعة والبيئة

وأدى انقطاع المياه عن معظم قنوات الري والسدود إلى تراجع حاد في إنتاج المحاصيل الزراعية، ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي المحلي. كما تضرر العديد من المزارعين بشكل كبير، حيث فقدوا مصدر رزقهم، وفق ما أكده المزارع طلال الأحمد الذي قال في حديث لمنصة سوريا ٢٤: “الجفاف الشديد هذا العام حرم كثيرًا من المزارعين من زراعة أراضيهم بالمحاصيل الصيفية، باستثناء من يملكون آبارًا ارتوازية أو تقع أراضيهم قرب الينابيع أو المسامك”.

وأشار الأحمد إلى أن ارتفاع درجات الحرارة والجفاف فرض على المزارعين حاجة متزايدة للري، مما رفع التكاليف بشكل كبير، وأدى إلى خسائر مادية أو أرباح ضعيفة لا تكفي لتأمين موسم زراعي مستقر.

تدهور بيئي وصحي

وإلى جانب الزراعة، حذّر المهندس عساف من تدهور النظم البيئية المحيطة بالنهر، بما في ذلك انقراض أنواع من الكائنات المائية والنباتات، إضافة إلى زحف التصحر باتجاه الأراضي الزراعية الخصبة.

وفي الجانب الصحي، بيّن أن شح المياه النظيفة أجبر بعض السكان على استخدام مصادر ملوثة، مما قد يؤدي إلى انتشار الأمراض في بعض المناطق المتضررة.

آثار اقتصادية واجتماعية

كما طالت تداعيات الجفاف قطاع السياحة في المناطق التي كانت تعتمد على النهر كمورد طبيعي وجاذب سياحي، الأمر الذي يهدد بدوره الاقتصاد المحلي ويزيد من الضغوط الاجتماعية والمعيشية على السكان.

دعوات للتدخل العاجل

ووسط هذا المشهد المقلق، يطالب المزارعون والمهندسون المعنيون الجهات الحكومية والمنظمات الدولية ببوضع خطط طارئة لإدارة الموارد المائية، وتنظيم استخدام مياه الري، وتحفيز مشاريع حصاد المياه ومراقبة المناخ، في محاولة للتخفيف من آثار الأزمة التي تتكرر كل عام بشكل أكثر حدّة.

مقالات ذات صلة