تعيش العاصمة السورية دمشق ومناطق واسعة من ريفها على وقع وعود حكومية بتحسن في التغذية الكهربائية بعد تدفق الغاز الأذربيجاني إلى البلاد عبر خط إقليمي جديد، إلا أن واقع الحال لا يزال يشهد تفاوتًا واضحًا في ساعات الوصل والانقطاع، بحسب شهادات مواطنين رصدتها “سوريا 24” في مناطق متفرقة.
وفيما بدا أن بعض أحياء دمشق قد شهدت تحسنًا نسبيًا في ساعات التغذية، لا يزال الوضع في عدد من مناطق الريف على حاله أو أسوأ، في انتظار إصلاح أعطال فنية حالت دون الاستفادة الكاملة من المشروع الجديد.
تباين في ساعات التغذية بين الأحياء والمناطق
في حي مساكن برزة، وصف السكان الوضع بالتحسن النسبي، حيث أصبحت ساعات الكهرباء “3 وصل مقابل 3 قطع”، وهو ما اعتبره البعض “حلم المواطن السوري” مقارنة بالأعوام السابقة. وفي حي ركن الدين، أفاد المواطن ياسر محمد بأن التيار الكهربائي يصل لمدة ساعتين مقابل أكثر من خمس ساعات ونصف من الانقطاع.
أما في منطقة الهامة بريف دمشق، فكان المشهد مختلفًا. تقول هالة، وهي ربة منزل: “الوضع كما هو، ساعة وصل بعد ست ساعات قطع، لا يوجد أي تحسن حقيقي”.
وفي برزة، أكد عماد الخطيب أن الوضع لا يختلف كثيرًا، حيث تصل الكهرباء ساعتين فقط مقابل 4 ساعات ونصف من الانقطاع.
بينما أشار فادي زهو أحد مواطني أحياء دمشق الجنوبية، أن حي التضامن ودف الشوك وبستان الدور والزاهرة، إلى وجود تحسن فعلي في التغذية الكهربائية خلال الأيام الماضية.
الأعطال تحدّ من التحسن في الريف
في مناطق واسعة من ريف دمشق، لا تزال الأعطال تحدّ من الاستفادة من خط الغاز الجديد. الناشط الإنساني والإعلامي أحمد الكيلاني أوضح أن عطلًا في المحولة 66 حال دون تحسين الوضع الكهربائي في عدد من المناطق، مشيرًا إلى أن التحسن الفعلي لن يُلحظ قبل إتمام أعمال الصيانة.
وبحسب الكيلاني، فإن من بين المناطق المتضررة: المرج، الجديدة، الهيجانة، حران العواميد، العتيبة، وديان الربيع، العبادة، الجربا، البحارية، القيسا، الزمانية، النشابية، القاسمية، الكفرين، حيث لا تزال ساعات الانقطاع تتجاوز الخمس ساعات، مقابل ساعة أو ساعتين من الوصل فقط.
الحكومة: مشروع الغاز الإقليمي خطوة استراتيجية
وكان وزير الطاقة السوري، المهندس محمد البشير، قد صرّح خلال حفل تدشين خط الغاز الإقليمي الذي يربط سوريا بأذربيجان مرورًا بالأراضي التركية، أن هذا المشروع “يشكل خطوة استراتيجية في طريق تعزيز أمن الطاقة في سوريا”، مضيفًا أن “المرحلة الأولى ستشهد توريد نحو 3.4 ملايين متر مكعب من الغاز يوميًا ما سيساهم في رفع ساعات التشغيل اليومية بما لا يقل عن أربع ساعات إضافية، “وهو ما سينعكس على تحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي، ويعزز عودة المهجرين إلى مناطقهم”، وفق تعبيره.
مواطنون ينتظرون التنفيذ
وبين التصريحات الحكومية والتجربة اليومية للمواطنين، يبقى السؤال الأهم معلقًا: متى ستصل الكهرباء بشكل عادل ومنتظم إلى جميع السوريين؟ في الوقت الذي يعتبر فيه البعض أن ما تحقق حتى الآن “أفضل من لا شيء”، يرى آخرون أن الأثر الفعلي للمشروع لا يزال محدودًا على أرض الواقع، خصوصًا في ظل الأعطال وتأخر الصيانة في المناطق الطرفية من ريف دمشق.