رغم التحديات اللوجستية وتغيّر موقع العمل، يواصل مركز الأورام في مدينة إدلب تقديم خدماته الطبية لمرضى السرطان من مختلف المحافظات السورية، في مشهد يعكس تزايد الثقة بقدراته التخصصية وتوفّر الأدوية التي باتت نادرة في مناطق أخرى.
الدكتور جميل الدبل، مدير مركز الأورام في إدلب، أوضح في حديث خاص لـ”سوريا 24 ” أن المركز يشهد اليوم إقبالاً كبيراً من المرضى القادمين من دمشق وحلب وحمص ودرعا ومناطق أخرى، مشيراً إلى أن “النقل الأخير من مبنى مستشفى المحافظة إلى مبنى مستشفى الجامعي بإدلب كان خطوة اضطرارية بعد أن استُعيد المبنى لصالح وزارة الداخلية باعتباره مخصصاً للمحافظة والشرطة، ما دفعنا لإعادة تموضع المركز ضمن المشفى الجامعي الذي يضم اختصاصات متعددة إلى جانب مديرية الصحة”.
ويتابع الدكتور الدبل: “نقدم خدمات متكاملة لمرضى الأورام واللوكيميا وأمراض الدم والأورام الصلبة، ونعتمد على التعاون مع أقسام أخرى داخل المشفى كقسم الداخلية، الذي يسمح بقبول الحالات التي تحتاج للإقامة، مما يسهّل المتابعة وتحسين الحالة العامة للمريض، إضافة إلى قسم الجراحة، وهو ما يجعل مشفانا شبه متكامل من حيث البنية الطبية”.
إقبال المرضى من خارج إدلب لم يعد حالة استثنائية، بل باتت العيادات تستقبل بشكل يومي حالات من باقي المحافظات التي كانت سابقاً تحت سيطرة النظام وتعاني هشاشة في القطاع الطبي، إضافة إلى نظراً لتوفر العلاج المجاني والدواء الذي يصعب تأمينه في مناطق أخرى، بحسب إدارة المركز.
نوال محمود، والدة طفل يبلغ من العمر 13 عاماً مصاب بالسرطان، مهجرة من ريف دمشق إلى إدلب، تقول إنها تفضل البقاء في إدلب على العودة إلى منطقتها حالياً لاستكمال علاج ابنها في مركز الأورام في إدلب، تكمل لـ”سوريا 24 “: “بعد معاناة مع مرض السرطان والبحث عن علاج فعال، وجدت أن الأمل الوحيد في إدلب، فالعلاج هنا متوفر والكوادر تتعامل معنا باحترام واهتمام. أخشى أن لا أجد نفس العلاج والاهتمام في دمشق”.
أما نجاة محمد، المصابة بسرطان الثدي والتي قدمت من حلب للعلاج في إدلب، فتقول: “كان الخيار صعباً، لكنني شعرت أن هذا المركز هو نافذتي الوحيدة للعلاج. الأدوية هنا متوفرة، والكوادر تتابع حالتي باهتمام. لم أجد هذا في أي مكان آخر”.
ورغم التحديات المرتبطة بالاستقرار الإداري واللوجستي بعد انتقال المركز، إلا أن العمل مستمر بوتيرة متصاعدة، حيث يشير الدكتور الدبل إلى أن هناك جهوداً لتطوير الإحصائيات الشهرية وتوثيق الحالات بشكل دقيق، بهدف تحسين الأداء والاستجابة لاحتياجات المرضى.
ويأمل العاملون في المركز بأن يستقر المقر الجديد بشكل دائم، ما يتيح فرصاً أوسع لتوسيع نطاق الخدمات ورفع كفاءة الرعاية، في ظل استمرار توافد المرضى من مختلف المناطق السورية بحثاً عن العلاج والأمل في الحياة.
محمد شيخ يوسف، مدير المكتب الإعلامي لـ “سامز”، يقول في حديثه إلى منصة سوريا 24 إن “مرضى الأورام هم أمانة في أعناقنا، ونضع احتياجاتهم الصحية فوق كل اعتبار. رغم الصعوبات الكبيرة، نواصل تقديم الرعاية التخصصية وخدمات العلاج النوعي في مركز إدلب”.
مؤكدًا أن رعاية مرضى السرطان ليست مجرد خدمة، بل مسؤولية إنسانية وأخلاقية نلتزم بها كل يوم، إذ يمثل مركز الأورام في إدلب نموذجاً للصمود الطبي في وجه التحديات المتعددة ولن نتوقف عن دعم المرضى وتوفير العلاج النوعي الذي يستحقونه، لأن الأمل يبدأ من هنا.