فقد طفل حياته صباح اليوم الأربعاء 6 آب، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب أثناء رعيه الأغنام في قرية أم رجيم بريف إدلب الشرقي، حيث هرعت فرق الطوارئ في الدفاع المدني السوري إلى الموقع، وانتشلت جثمان الطفل وسلّمته لذويه، في حادثة تضاف إلى سلسلة طويلة من المآسي التي يعيشها المدنيون في شمال سوريا يوميًا.
وتعليقًا على الحادثة، قال محمد سامي المحمد، منسق برنامج إزالة مخلفات الحرب في الدفاع المدني السوري، في تصريح خاص لموقع “سوريا 24”، إنّ هذه الحادثة “ليست سوى واحدة من سلسلة مؤلمة من ضحايا الألغام والذخائر غير المنفجرة المنتشرة في معظم الأراضي السورية، والتي تهدد حياة المدنيين، وتعيق عودة النازحين، وتعطّل جهود إعادة الإعمار”.
وأوضح المحمد أن المناطق الأكثر تلوثًا بالألغام تتركز في إدلب وشمال سوريا، وهي مناطق مأهولة بالمدنيين، وخاصة الأطفال، الذين غالبًا ما يقعون ضحية هذه المخلفات نتيجة جهلهم بخطورتها أو عدم وجود إشارات تحذيرية واضحة.
وأضاف: “نحن نعمل على خط النار يوميًا، ونبذل كل ما في وسعنا من خلال مركز إدارة الألغام التابع للدفاع المدني، لكن حجم التحديات يفوق قدراتنا الحالية، نحتاج إلى زيادة الدعم الفني والمالي، ومعدات متطورة، وتدريب مستمر لفرقنا لضمان سلامتها وفعالية عملها”.
كما دعا المحمد إلى تعزيز برامج التوعية المجتمعية حول مخاطر الألغام، خاصة في القرى والمناطق الزراعية، إضافة إلى أهمية توثيق الحوادث وتقديم الدعم النفسي والطبي للضحايا، بمن فيهم الأطفال الذين فقدوا أطرافهم أو أقاربهم.
وفي ختام حديثه، وجّه المحمد نداءً واضحًا إلى المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية: “هذه الكارثة الصامتة لا يمكن مواجهتها بالجهود المحلية وحدها، نطالب العالم بعدم التخلي عن الشعب السوري في معركته ضد المخلفات الحربية، فكل يوم تأخير يعني فقدان حياة جديدة، وتشويه مستقبل طفل جديد”.
تجدر الإشارة إلى أن سوريا تُعد من أكثر دول العالم تلوثًا بالألغام بحسب منظمات دولية متخصصة، وقد وثّقت تقارير حقوقية مئات الوفيات والإصابات سنويًا بسبب مخلفات الحرب، في ظل محدودية قدرات الجهات المحلية وغياب الدعم الكافي من المجتمع الدولي.