الرقة: أزمة الصرف الصحي في قرية الرشيد بانتظار الحل

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - سوريا 24

تقع قرية الرشيد في ريف الرقة الغربي، ويزيد عدد سكانها عن عشرة آلاف نسمة. وعلى الرغم من هذا التوسع السكاني، لا تزال خدمات الصرف الصحي في القرية تعاني من ضعف شديد، ما ينعكس سلبًا على الحياة اليومية للسكان، ويهدد صحتهم وسلامتهم البيئية.

حفَر بديلة… ومياه راكدة

نظرًا لغياب شبكة صرف صحي متكاملة، تلجأ معظم العائلات إلى حفر جور مؤقتة لتصريف المياه، وهو حل غير كافٍ يتسبب في تجمع المياه الراكدة في الشوارع والأزقة، خاصة خلال فصل الشتاء، مما يخلق بيئة خصبة لانتشار الأمراض والروائح الكريهة.

مخاطر صحية وقلق دائم

أوضح علي العلي (33 عامًا) في حديثه لمنصة “سوريا 24”:
“روائح الصرف الصحي تجعل منازلنا غير قابلة للسكن. أطفالي يعانون من التهابات جلدية وأمراض تنفسية متكررة. نحن بحاجة إلى حل سريع وفعّال.”

كما أشار أحمد الخلف (48 عامًا)، وهو صاحب محل تجاري وسط القرية، إلى تفاقم المشكلة مع ازدياد الكثافة السكانية:
“في السابق، كانت البيوت قليلة والمساحات واسعة، فلم نشعر بحجم المشكلة. أما اليوم، ومع الازدحام، يضطر السكان لحفر الحفر الفنية في الشوارع، ما يزيد الطين بلّة.”

من جهته، شدد محمد الهندي (27 عامًا) على خطورة الوضع بقوله:
“الصرف الصحي أصبح أكبر مشكلاتنا. في الصيف نعاني من الروائح، وفي الشتاء تغمر المياه منازلنا. الأمر لم يعد يُحتمل، ويجب التحرك العاجل.”

البلدية: خطة تطوير تنتظر التمويل

في تصريح خاص لمنصة “سوريا 24″، أكد مصدر مسؤول في بلدية الرشيد أن المشكلة معروفة جيدًا، وقال:
“ندرك تمامًا حجم الأزمة التي تواجهها القرية، وقد بدأنا بإعداد خطة تطوير شاملة بناءً على تقييم ميداني، لكننا نواجه تحديات مالية كبيرة تعيق التنفيذ السريع.”

وأوضح المصدر أن السبب الأساسي في تفاقم المشكلة يعود إلى عدم إدراج مشاريع الصرف الصحي ضمن المخطط التنظيمي القديم للقرية، حيث أن البنية التحتية لم تُحدّث لتواكب التوسع السكاني الكبير.

وأضاف: “بمجرد الحصول على الموازنة اللازمة، سنبدأ بتنفيذ المشروع بشكل تدريجي، بدءًا من الأحياء الأكثر تضررًا، ونأمل في تعاون الجهات المعنية لدعم المشروع.”

أزمة إنسانية تتطلب استجابة جماعية

ما تعانيه قرية الرشيد اليوم هو انعكاس لواقع الكثير من المناطق الريفية التي تُهمّش فيها الخدمات الأساسية. أزمة الصرف الصحي لا تقف عند حدود التقنية والتمويل، بل تمس الحياة اليومية وكرامة السكان، وتفرض ضرورة التنسيق بين البلدية والمجتمع المحلي والجهات الداعمة للوصول إلى حلول مستدامة تضمن بيئة صحية وآمنة لأبناء القرية.

مقالات ذات صلة